غير مصنف

السودان: ياسر الفادني يكتب: البيت المسكون والحمار المكادي!

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

نوعان من الحمير ، نوع يستعمل للركوب ونوع آخر يحمل عليه الأثقال.. ففي السودان أكثر المناطق شهرة بالحمير الجيدة هي مدينة شهيرة…. وعندما يقال لك هذا الحمار من تلك المدينة… يتسابق عليه التجار و السماسرة لأن فيه مميزات لاتوجد في الحمير الأخرى التي تأتي من مناطق السودان المختلفة….وهو حمار الركوب فيه مريح، والسرج ياخذ راحته تماما… على ظهره… ويحظى بمدح عجيب من قبل السماسرة عند عرضه ومن كثرة مدحه….! يأتيك إحساس بأنه حصان لكنه ينهق… ويأتيك شعور بأنه حينما تركب عليه تخاله كأنك تمطي عربة رئاسية ماركة انفينتي مظللة! … أما الحمار المكادي هو الحمار الذي لايصلح للركوب وإن ركبت فيه فيحدث لك… الآتي.. أما تقع (وتف خشمك) واحتمال تأخذ (نبطة) قوية أو (عفصة) حارة.. المهم مصيرك إلى الحوادث التي احتمال ماتلقى فيها البندول وربما تذهب إلى أحمد شرفي… وأما إذا ركبته وكنت ثابتا فيه فسوف يحدث لك غضروف وربما تحدث لك غفوة ولا تسطيع مزوالة عملك…
البيت المسكون… هو البيت المهجور الذي لايسكن فيه احد وظل هكذا فترة طويلة حينها يكون عرضة لسكن الجن، إن سكنته ولم تتحصن وتحصنه (الله قال بي قولك)..! مرة تسمع صوت كلب جوا غرفة نومك…! ومرة صوت سكلي وبكاء في (البرندا)!… ومرة حفلة مدورة في الحوش (بقونة جنية) ورابة… وأظنها يكثر فيها وضع( النقط) فوق راس القونة وهي تغني!، واحتمال اجيك كف طاير أو أم دلدوم في ظهرك وتلتفت ولا تجد شيئا!… شاهدت مسرحية كاتبها مؤلف كويتي إسمها البيت المسكون.. وهي تحكي أسرة سكنت في بيت مسكون… أمورها جاطت واحوالها تبدلت… وحدث ما حدث…
الحمار المكادي هو نظام الحكم الذي نحن فيه الآن…. أتى إلينا وتجمل بصورة وشكل الحصان وكنا ننتظر أن يركض على المضمار…. لكنه( حرن) وظنناه يرفع رجليه الاماميتين إلى الأعلى ويصهل… لكنه نهق .. ولم يصهل! واكتشفنا أنه حمار مكادي لا خير فيه كل من ركب فيه أصيب بكسور وقليل منهم أصيبوا( بدرشة).. لكن لم ينج منه أحد..
البيت المسكون هو بيت هذا الوطن.. الذي لم يتحصن حكامه ولم يحصنوه…تدخل جيبك في جلابيتك داخل شماعة الدولاب وتأخذ 2000 جنيها وتذهب بها إلى السوق وتأتي تحمل كيسا خفيفا يحمل على اصبع اليد الواحدة وتحتار أين ذهبت (الالفين) …. تفتح حنفية المياه وتسمع صوتا قادما وتظنه مياها مندفعة سوف تأتي لكنها تصير هواءا… نحن عطشي في بلد فيه نيل يجري طوال العام ويشق الخرطوم إلى نصفين….تفتح مفتاح الكهرباء لتضيي اللمبة تجد الكهرباء قاطعة على الدوام… ونحن في بلد فيه عددا كبيرا من الخزانات….فيا لبيتنا المسكون!.. تكون في المنزل الزوجة (تحمر ليك برا سبب)..! لعن الله الحظر … الأطفال يغضبون إن طلبوا منك مالا واعطيتهم فئات صغيرة كالخمسة أو العشرة أو العشرين جنيها… لا يسكتون إلا حين تعطيهم خمسون جنيها…. تفتح قناة السودان وتقول… (عمر معانا ما تغشانا)… كل شيئ مسكون…. مسكون… مسكون…. بنفس الشاكلة التي تغني بها الراحل عبد الحليم حافظ….
اذن نحن الآن حكما ركبنا الحمار المكادي ولعها ماسورة كبيرة سكنا في بيت الحكم المسكون فيجب علينا أن ننزل من ظهر هذا الحمار الذي ظل ينهق نهيقا لا فائدة منه (وإن أنكر الأصوات لصوت الحمير)… فحري بنا أن نترجل من أجل تغيير هذه الوضع (المكادي)… أما البيت المسكون فلا نقول إلا …. بسم الله الرحمن الرحيم… والله أكبر…. ونقرأ سورة المعوذتين…. وأية الكرسي حتى تولى الشياطين الدبر…. ونقول ربنا… ولي علينا من يصلح.

The post السودان: ياسر الفادني يكتب: البيت المسكون والحمار المكادي! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى