الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
يتباري بعض كُتّاب الأعمدة والمقالات و نُشطاء الوسائط هذه الأيام للتهويل من دعوة الحشد الشعبي للمواطنين بالخروج يوم الثلاثين من هذا الشهر فى تظاهُرة يُتوقعُ لها أن تكون الأكبر إذا ما سمحت لها السُلطات بالقيام وهذا شأن أمنى تحدده السلطات المختصة ولكن أن تجد بعض الأقلام الوجلة وبعضاً من الحبر المدلوق على عتبات السلاطين وبعضاً من نُشطاء الشُغُل بالساعة والدولار إن أعُطوُا منها رضُوا وإن لم يُعُطوا سخطوا أن تجد هؤلاء وأمثالهم يملأُوُن الساحات بالتهديد من خطر خروج الإسلاميون وكأنهم التتار أو المغول حتى قال قائلهم بالأمس القريب أنهم سيفوضون الجيش و يعيدوننا للمربع الأول ! و إرتدي آخر ثوب الواعظين مُذكِراً بأن شباب الثورة سيخرُجُون أيضاً فى ذات التوقيت ويخشي أن يحدث ما لا يُحمد عُقباه وهل كان الثلاثين من يونيو رمزاً لثوار ديسمبر؟ و أفرغ من مفردات الويل والثبور وعظائم الأمور وكال التراب على رأس قلمه مُطالباً السُلُطات بمنع تلك المُظاهرات الموعُودة واصفاً إياها بالمسيرة الملغومة ! هون على نفسك يا أخي لم لا يخرج الإسلاميون شأنهُم شأن غيرهُم ليعبروا عن سخطهم وغضبهم من وضع كارثيٌ مُزرٍ كهذا أليست المُواطنة هي أساسُ الحُقُوق والواجبات ولماذا كل هذه (الولْولْة) الإستباقية إطمئن يا سيدي الجيش والجهات الأمنية واعية ومُدركة وتعرف كيف تضبط المرور و أين مكامن الخطر ومتى التحرك ومتي تتراجع فأطمئن يا سيدي فالوطن بخير ، أما دعوة أمنعوا هؤلاء وأتركوا أولئك فهذه لعمري هى (الرجفة) بذاتها والحُرية العرجاء ، دعوهم يخرجوا وسيقرأ العالم عبر أقماره الإصطناعية الحقيقة التي لا تقبل القسمة فهؤلاء إن خرجوا فسيخرجوا خروجاً لا دُخول بعده وإن صبروا وإنحنوا للعاصفة فسيحسبُهُم الجهلاء خوراً وضعفاً ، فإن نجح الإسلاميون فى حشد الشارع فهو لهم وإن فشلوا فعندها لن تحدثونا أيُها الوعّاظ عن الخطر الماثل بل ستحدثوننا بلسان الحال الشامت (أين قواعدهُم) لذا لا تستبقوا الأحداث واتركوا تصاريف الزمن تعبر فمن يدري فلعل الله قاصم ظهر الإسلاميين فى الثلاثين من يونيو أو ناصرهم نصراً مُبيناً . فهؤلاء القوم يا سيدي لم يأتوا من (زُحَلّ) بل هٌم مُكون أصيل لهذا الشعب الأبي ولهم ما لليسار ومن خالفهم وعليهم ما عليهم ومن حقهم المكفول دُستوراً أن يُعبروا سلمياً كما عبر الآخرين ويُطلقوا حناجرهم الى عنان السماء كما فعلت (قحت) و(تجم) بما تجاوز المليوني جهاز (مُوبايل) من الأجهزة الذكيّة تنزلت عليهم من الأمارات فلم حلالٌ عليهم وحرامٌ علي بلابل الاسلاميين الدوحِ والشوارع مفتوحة و(الموية تكضب الغطاس) كما يُقال ، فلماذا كل هذا الخوف الغير مُبرر ، حتى صاح صائحكم صلاح مناع (لم تسقط بعد لم تسقط بعد) يُكررها لا يا سادتى سقطت زمان ومن يحكم الان هى الحرية والتغير وعليها أن تتحمل علقم المُعارضة على الأقل مُعارضة شريفة من الداخل مُعارضة الكادحين ، الغلابة ،حشاشة القطن ، الغبش التعاني كلّات المُدن لا مُعارضة ميادين الدول الأوربية حيث كانت تُسوّق أعراض الحرائر عبر الشاشات العملاقة تستجدى غُرفة الفندق والساندوتش وعلبة السجائر ، مُعارضة لم تطالب إلا أن تُعيدوا لها السودان المُختطف أن تُعيدوا لها سودان الإنقاذ الأسوأ حيث كان كيلو العدس ب (60) جنيهاً والأمثلة تطول فلا أدري لم يصبحُ بعضُ كُتابنا صائحاً ويُمسي (مُتنهفاً) لأن الاسلاميون سيخرجون فى مسيرة ! فليخرجوا يا أخي أين المُشكلة ليسو بسودانيين؟
فإذا أراد هؤلاء المرجفون فى الخرطوم أن لا يخرج الإسلاميون فأمامهُم إسبوعين فتفقدوا الرغيف والمُستشفيات والحُريات والكرامة الوطنية ليملأؤا الصيدليات و ليوفروا المحروقات والسكر والمواصلات وليمسكوا (القراي) ودُعاة الرذيلة والمُتنطعون والمُتفيقهون ولن يسأل أحداً الحكومة عن أي شريط قصّتُه لافتتاح مشروع ما ! لانه يُدرك أن (حمدوك) أقصر من أن يطال شريط إنجاز واحد ولو كيلو متراً من طريق مُسفلت ، فى شهر رمضان الماضي وزارة مُعتبرة بولاية الخرطوم تُعلن أنها وزّعت (500) كرتونه صائم للأسر المتعففه ! والله هذه الكمية كان يُخرجُها مُحسنٌ واحد ناهيك عن دولة وهذا ليس بمُستغربٍ على حُكُومة أصبحت (تُمتّر) سُور القرآن الكريم بالسنتمتر الطُولي أيُها الأخف على أطفالنا و حكُومة تُحدثُنا عن (آيّات) زكاة الإبل ! فهل يا تُري سيكونُ الصائم من إهتمامها؟ إن أردتم أن لا يخرج الناس أيها الراجفون فلا تحاربوا الناس فى دينهم ففى هذه الأمة قساورة غير الأسلاميون يرونكم من حيثُ لا ترونهم ويعدون عليكم أنفاسكم وطرق نعالكم فأتركوا الإسلاميون ما تركوكم .
حتي الخلاف الذي نشب أخيراً بين وزارتي الصحة والمالية حول عائدات دعم (كورونا) قال قائلهم (إن الأسلاميون نجحوا فى الإيقاع بين وزيري الصحة والمالية) !! يا أخى أين الإسلاميون والحُكُومة يا أخي كُن صادقاً مع نفسك وضميرك وإن كان لك من دليل فلتخرجه للناس ولكن (برأيي) أن كثيراً من القحاته ومن سلك دربهم من الكُتاب وأهل الصحافة مازال يخشي (الدُوُدُو) و يقشعرُ جلده كلما ذُكر (الكيزان) حتى لو أن أحدهم قد عثُر بشراك نعله لقال (الكيزان) من فعل ذلك ! يا سيدى تلك أمه قد خلت من كراسي الحكم ولكنهم يأكلون كما تأكلون ويمشون فى الأسواق ويتفقدون الآرامل والايتام و يحملون الكلّ ويعينون على نوائب الدهر وأنتم لا تفعلون ذلك لذا فإذا حشدوا فسيهِبُ الناس وإن كبروا فسترتجُ جنبات القيادة وشوارع الخرطوم فأتركوا الإسلاميين ما تركُوكُم .
قبل ما أنسي :ــــ
صحيفة [متاريس] أوردت هذا اليوم خبراً منقولاً عن صفحة البروفيسور إبراهيم غندور على الفيسبوك) توجيهاً لعضوية حزب المؤتمر الوطنى المحلول بعدم المشاركة في مليونية الثلاثين من يونيو مُوضحاً أن لحزبه قنواته التنظيمية ولا يخرج بدعوات النشطاء .إنتهي الخبر
أظن بتصريح غندور صعبُ التكهُن وستزداد حيرة الحُكُومة .
The post السودان: العيكورة يكتب: ولو أنْ أحدهُم ..! appeared first on الانتباهة أون لاين.