إن لم يجد الفريق برهان والدكتور حمدوك خبيراً مدققاً وذكياً وعارفاً بخفايا السياسة السودانية وملفات الاسلاميين ليميز ويفرق لهما ما بين الحركة الاسلامية، والاخوان، والتيار الاسلامي العريض، والمؤتمر الوطني، والمؤتمر الشعبي، والانقاذ، وحكومة الوفاق، والاتجاه الاسلامي والمجاهدين، والدبابين، والكيزان.
وبالمثل إن لم يجدا خبيرا بذات المواصفات الآنفة بخبايا اليسار السوداني ليميز لهما ويفرق ما بين الحزب الشيوعي (الأصل)، والحزب الشيوعي التجديدي جناح الشفيع، والجبهة الديمقراطية، تحالف الجباه التقدمية “الشيوعيين والقوميين العرب والبعثيين”، ويسار حق، وتجمع المهنيين السودانيين “الواجهة البلشفية بعد الانقلاب الأخير على المؤسسية”، وأصدقاء الحزب، وخلايا الماركسيين بلجان المقاومة، وكوادر الحزب المخترِقة للحركات المسلحة والأحزاب الطائفية، وتحالف قوى العلمانيين واليسار الأمريكي. واستفادا من هذه المعلومات لانقاذ الفترة الانتقالية فإن معركة كسر العظم بين غضب الميتافيزيقا وحقد المادية الجدلية قادمٌ لا محالة.
فقبل أن تتوحش شجيرات الخريف الشوكية وغمار الحسكنيت السياسي فإننا ننصح حكماء السودان لنزع الفتيل بالمسارعة قبل المصارعة وقبل احتلال البعثة الأممية للسودان المنهك، لتكوين جبهة وطنية عريضة من أقصى اليمين لأقصى اليسار تتفق على الحد الأدنى من الثوابت الوطنية حتى تُفضي إلى شرعية الخيار الديمقراطي؛ وإلا فإننا نخاف أن يصيح مقتفي الأثر “القصاص” بهتاف العامية السودانية المقلق (يا جماعة الخير من غير غَش الدرب دخل القش)
صحيفة الانتباهة