يقول محمد محمود المذيع ومقدم البرامج في قناة الهلال إن انطلاقته لصناعة اسم اعلامي لم تكن بالسهولة التي يتوقعها أو ينظر إليها البعض فالأمر يحتاج لمجهود جبار وقبل ذلك يتطلب من صاحبه أن يتمسك بحلمه لأقصي حد وأن يمتلك أدوات خوض المعركة.. في حديثه بحسب صحيفة (اليوم التالي) يستدعي الفتي المولود في منطقة السوريبة بالقرب من مدني بداية كونه إعلامياً يحكي أنه كان مفتوناً بذلك الرجل، وهو يجوب بعربته التاكسي شوارع مدني وعبر المايكرفون المعلق فيها ينادي الناس على قمة كروية تجمع الأهلي والاتحاد أو يدعوهم إلى حضور فيلم هندي جديد يعرض على شاشة سينما ود مدني أو لحفل ساهر يحييه أحد الفنانين القادمين من الخرطوم ويقول: (من ساعتها، وأنا أتمنى أن أكون الزول الواقف خلف المايكرفون).. يكمل محمود بأن بداياته مع المايكرفون كانت في المرحلة الوسطى (بعدها انطلقت معه ودون توقف حتى الوصول إلى محطة النيل الأزرق)
يصف الإعلامي الطريقة التي غادر بها النيل الأزرق القناة التي ساهمت في ظهوره بـ(السخيفة) لكنه يعود للتأكيد بأنها كانت في بعض جوانبها إيجابية فهو كان يؤمن بأنه مثل السمكة إن غادرت البحر الأزرق فستغرق لكنه بعدها ازداد قناعة بأنه ليس أمام الإعلامي من طريق لإيصال رسالته غير أن يواصل سباحته وتقديم ما ينفع الناس وعبر الوسيلة التي تمكنه من إيصال صوته سواء عبر الإذاعة أو عبر التلفزيون حيث يؤكد أنه سيظل مديناً بشكل كبير للإذاعة التي تفتقت فيها مواهبه بل يراهها السلم الذي صعد عبره بالرغم من أن هناك اختلافاً كبيراً بين العمل في الإذاعة والظهور من خلف الشاشة. (ففي الإذاعة أنت من تملك المستمع وفي التلفزيون هو الذي يملكك وفي كل الأحوال فإن العلاقة بينك وبين من يتابعك بغض النظر عن الوسيلة هي أنك في كل الأحوال ملك لذلك الذي يقتطع من زمنه ليمنحك متعة أن يشاهدك أو يستمع إليك في كل الأحوال يظل المذيع ملكا للجمهور).
قبل أن يغادر (حسكا) محطة النيل الأزرق فهو يتحدث عن التجربة بحالة من الاعتزاز ويغادرها وهو في تمام الرضا لكنه هنا يعود ليسرد تفاصيل أصعب اللحظات التي واجهته وهو على الهواء وتحديداً يوم الخميس السابع عشر من يناير في العام 2013 ساعة إعلان رحيل فنان السودان محمود عبد العزيز الذي تجمعه به علاقة خاصة جداً. ويستطرد: في ذلك اليوم دخلت الامتحان الأصعب في حياتي، وهو لا يدري أينعي محمود لعشاقه أم يبكي غياب صديقه (في لحظة انهد فيها أحد أركان السودانية الحقة، فلم يكن محمود مجرد فنان بل إنسان له معانٍ خاصة، وخاصة جداً، في العاشرة تماماً دخل مدير القناة السابق حسن فضل المولى وهو يحمل ورقة مكتوبا فيها خبر الرحيل وقتها أحسست كمن ضربوه (ببرج البركة) وكان المفترض أتماسك لإذاعة الخبر وهو ما حدث لكني عجزت عن إكمال الحلقة وأكملها الزميل محمد عثمان وهو الحدث الذي جعلني أعيد تعريف المهنية بأنها فقط الإنسانية وأنه حين تهزمك عاطفتك فالأمر يحسب لك وليس عليك)
في نهاية حديثه يبدو حسكا سعيدا بتجربته الجديدة في قناة الهلال وهو (المريخابي) ويؤكد أن الانتماء الرياضي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على أداء المبدع وإيصال رسالته ويضيف ضاحكاً (يعني أنا حا اكون مريخابي أكتر من مازدا؟ الذي تستضيفه القناة ليقدم تحليلاته الرياضة في إطارها القومي كما أنه لا يمكنك تصور هلال دون مريخ في هذه الأرض فالعلاقة بينهما تبدو مثل علاقة الأبيض والأزرق في النيل الكامل) ويكشف أيضا ً عن مجموعة من الأعمال التوثيقية يعمل عليها الآن وستعرض في القريب العاجل.
ولا يغادر حسكة منصة الحديث دون الإشارة لقدرة السودانيين والسودانيات في إنجاز ثورة أدهشت العالم ويبدو في كامل سعادته بأنه شهد هذه اللحظة واعتصامها الباذخ بروحه السودانية ويردف: (الأمر يزيد الثقل على كاهل الإعلاميين السودانيين حيث يجب عليهم أن يكونوا بعظمة الثورة ويملكون القدرة على تقديم ما يجنبها والشعب العودة للوراء
الخرطوم ( كوش نيوز)