الخرطوم: باج نيوز
في الثالث من يونيو الحالي، قالت الحكومة السودانية إن عودة العالقين ستتم خلال عشرة أيام، وأعلن المدير العام لسلطة الطيران المدني إبراهيم عدلان يومها، أن الدخول سيتم عبر ثلاث نقاط، الأولى عبر مطار الخرطوم، والثانية مطار بورتسودان والثالثة المعابر الشمالية وفقاً للخطة التي وضعتها سلطة الطيران المدني بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية في إطار البروتوكول الصحي القاضي بالكشف على العالقين لحظة وصولهم للبلاد، لكن لا تزال تساؤلات السودانيين العالقين بالخارج والبالغ عددهم نحو (10) آلاف شخص، تتوالى عن تاريخ عودتهم، بينما لا جديد يذكر فيما يعاني الكثير منهم ويرزح تحت أوضاع مأساوية.
(باج نيوز) حاول الاقتراب أكثر من الملف، وبحث أوضاع العالقين والخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لترتيب عودتهم.
الخرطوم: باج نيوز
وزارة الخارجية السودانية قالت يوم “الثلاثاء”، إن أعداداً مقدرة من المواطنين السودانيين العالقين بالخارج تقدموا بمقترحات وطلبات تتعلق باستعدادهم لتحمُّل تكاليف الحجر الصحي بالداخل عند عودتهم.
وأشارت الوزارة في بيان إلى عرضها كل الطلبات والمقترحات على اللجنة العليا للطوارئ الصحية، التي وافقت من حيث المبدأ في وقتٍ سابق، على حصر أسماء الراغبين في تحمُّل تكاليف الحجر الصحي. وقالت إن السفارات قامت ببذل جهود كبيرة ومقدرة في حصر أسماء الراغبين في العودة والتكاليف التي تم تحديدها.
لكنها أشارت إلى أنه تم العدول عن الفكرة بواسطة اللجنة العليا للطوارئ الصحية وتجاوزها تماماً، ونوهت إلى المضي قُدُماً في اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير اللازمة بعودة جميع العالقين دون تحميلهم لتكاليف الحجر الصحي.
بيد أن الخارجية لم تحدد سقفاً زمنياً لبدء عودة العالقين وفقاً للإجراءات الجديدة، بالرغم من صدور هذا البيان التوضيحي.
العالقون بمصر
يقدر عدد العالقين في جمهورية مصر بما يقارب الـ(5) آلاف سوداني لأكثر من (3) أشهر، حيثُ أغلقت السلطات المعابر في مارس الماضي وكان هناك نحو (10) بصات سفرية قادمة من مصر نحو السودان، إلا أن السلطات أعادتهم لجهة إتخاذ اجراءات وقائية للحد من انتشار وباء “كورونا”، وقضى العالقون وقتها أكثر من (15) يوماً في منطقة السباعية، وبعد تدخل السفارة السودانية بالقاهرة وبعض الخيرين استطاعت استئجار شقق سكنية لهم.
وبحسب معلومات (باج نيوز) فإن وضع العالقين في مصر بصفة خاصة قاتم، وأن هناك أسراً أصبحت في الشوارع بعد أن تم طردهم من جانب أصحاب العقارات وتعثرهم في دفع قيمة الإيجارات.
وقال أحد العالقين تحدث لـ(باج نيوز) مفضلاً حجب اسمه، إن هناك أسراً أصبحت تعتمد على تحويلات المغتربين من أبنائها وبعض التحويلات من السودان على الرغم من صعوبتها، وأشار إلى أن أقل ما يمكن تحويله للشخص (20) ألف جنيه سوداني، لجهة أن قيمة الجنيه السوداني أقل، ووصف الأمر بالمرهق، ولا تكفي للأكل والطعام وقيمة الإيجار، كما أن بعض الأسر لديها مقابلات مع أطباء.
وأضاف: “كانت السفارة تقدم معينات لبعض الأسر إلا أن السفارة أغلقت أبوابها عقب الأحداث الأخيرة، وأصبح حس المسؤولية ضعيف”. وأوضح أن هناك أسراً كاملة ومعها مريض تعتمد على الإعانات والتسول.
وتابع: “بعض العائلات المصرية تتعامل معهم بالعطف ومنحهم طعام إلا أن أصحاب الإيجارات لا يتقبلون التأخير وبعضهم يعفي الشهور الفائتة ويطالب بإخلاء السكن”.
ظروف حرجة
ونوه العالق في حديثه لـ(باج نيوز)، إلى جلوس بعض الأسر في الشوارع مفترشة الأرض حتى في زمن الحظر. وأضاف: “بعض الشباب ينامون في نفق صلاح سالم، ويدخلون إليه بعد الساعة الثامنة، وآخرون ينامون في الحدائق والبعض الآخر أصبح يفضل اعتقاله.
وكشف لـ(باج نيوز)، عن ظهور بعض الجرائم وسط الجالية السودانية في مصر من نهب وسرقات، والبعض يعمل في أعمال غير قانونية (التهريب)، وأكد دخول عدد من العالقين للسودان عن طريق التهريب عبر شلاتين، وتتفاوت الأسعار ما بين (1500- 2000) جنيه مصري، ونوه إلى أن الأمر أصبح صعباً جداً بعد التشدد في الإجراءات، حيثُ يتم إنزال المهرب في مساحة (60) كيلو على الحدود أي مسيرة يوم وليلة وربما تؤدي للموت.
وقال: “موقف الحكومة ضبابي تجاه العالقين ولم تفعل شيئاً سوى أنها علقت ورقة على باب السفارة بها إعلان عن بدء حصر أسماء العالقين وعلى الراغبين في العودة الحجز على نفقتهم الخاصة، واصبح الأمر عبارة عن اجتماعات متكررة تحدد فيها فترة لإعادتهم.
لا جديد
من جانبه، قال العالق محمد سيف الدين لـ(باج نيوز)، إنهم (4) استأجروا شقة ومعهم مريض بقيمة (5000) جنيه مصري شهرياً، وأضاف بأنهم تواصلوا مع السفارة لأكثر من (3) مرات، إلا أنها أغلقت أبوابها ووضعت إعلان على بابها به رقم (واتساب) لإرسال صور الجواز والتذكرة ورقم التلفون، لكن لا جديد يذكر.
وأضاف: “تعبنا من طلب المال من ذوينا في السودان وإرسال مصاريف كل أسبوع”. وأشار إلى أنهم يطبقون الحظر الشخصي بصورة علمية ومشددة.
مبادرة جديدة
منذ بدء تفاقم أزمة العالقين، سارعت العديد من الجهات إلى تبني مبادرات للإسهام في عودة السودانيين العالقين بالخارج، لكن بعضها لم يوفق لأسباب مختلفة، ومؤخراً أطلق نادي رجال الأعمال السودانيين مبادرة لإجلاء العالقين السودانيين بمصر، وأكدت المبادرة إلتزامها التام لإجلاء ألف مواطن سوداني من الحالات الحرجة والمرضى والأسر العالقة.
(باج نيوز) حاول معرفة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن العالقين إلا أنه لم تتم الإستجابة للاتصالات من الجهات المختصة على مدى يومين، حيثُ جرى إتصال بالناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح ولم يجب على هاتفه، وكذلك الرئيس المناوب للجنة العليا للطورارئ الصحية، عضو المجلس السيادي صديق تاور والذي لم يجب أيضاً على اتصالات (باج نيوز)!.
The post العالقون بأمر (كورونا).. ظروف حرجة وانتظار مُر appeared first on باج نيوز.