الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
البيان الصحفى لمجلس الأمن والدفاع بالأمس الذى جاء على خلفية إجتماعه بالقصر الجمهوري لمناقشة قرار مجلس الامن رقم (2524) والخاص بإنشاء بعثة لتقديم الدعم الفني للحكومة الانتقالية والقرار رقم (2525) الخاص بتمديد عمل بعثة اليوناميد حتى نهاية هذا العام وأكد البيان أنّ هذه القرارات جاءت إستجابة لخطاب حكومة السودان للأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 27 فبراير الماضي دون الإشارة له كخطاب تصحيحى أرسل من المجلس السيادي يلغى فيه خطاب رئيس الوزراء المؤرخ بتاريخ 28 يناير فقط اكتفى البيان بمسمى حكومة السودان ولعل ذلك تفادياً لإعادة إثارة حاله الاحتقان التى صاحبت الخطابين بعد قضية التسريب الشهيرة وكشفه للرأي العام مما أغضب (الأونكل) عرفان صديق السفير البريطانى بالخرطوم كذلك أكد البيان على أن هذه القرارات ستُسهم فى دعم الفترة الانتقالية وعودة السودان للاسرة الدولية مع حفظ الحقوق الوطنية الكاملة . ولكن المُدهش فى الامر بعد كل هذا أوردت الفقرة (3) من البيان أن مجلس الأمن والدفاع أبدي بعض التحفظات على القرارين دون أن يُسميهُما وأعلن عن إستمرار العمل المُشترك مع الامم المُتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والاصدقاء والشركاء للتوصل الى حلول تتسق مع ما ورد فى خطاب طلب السودان وحقوقه فى الحصول على الدعم الفنى المطلوب والمحافظة على أمن وسيادة السودان ! هل فهمت (حاجة) عزيزي القارئ هل تستطيع أن تقول لى إتفقوا أم لم يتفقوا وهل لنا كمتابعين أن نفتح الشُباك أم نقفل الشُباك؟ حالة من الضبابية تحجب الحقائق فكيف بعد أن صدر القرار ورحبت به حُكومة السُودان أن يكون هُناك تحفظ ! وهل الترحيب يأتي قبل التحفظ أم بعدهُ ؟ أم أن عملية ليّ الذراع قد بدأت ؟ بصراحة الكلام (مش ظابط معايا) فهل وُضع السودان تحت الوصايا الدولية (بالضُراع كده) وإنتهى الأمر وعلى الحُكومة أن تترجي الأمم المُتحدة أن تمنحها شيئاً من سيادتها (حتّة كده) لتُخاطب بها جمهورها وإلاّ فماذا نفهم من التحفظات وما فائدتها بعد الصُدُور وما فائدة السعى لايجاد التوافُق عليها بالوسطاء والأجاويد من الاتحاد الافريقى وأصدقاء السودان أنتسول سيادتنا داخل أرضنا اليس هذا هو الواقع الذى أوصلتنا اليه الفترة الانتقالية ؟ حسناً دعُونا نتفاءل خيراً رغم تجهيز طابق كامل بالقصر الجمهوري كمقر للبعثة كما أوردت بعض الأنباء ودعُونا نفترض مُباشرتهم تقديم هذا الدعم المزعُوم ، حقيقة لا أفهم طبيعتهُ وكيف يستقيم أن تُلقي بشخصٍ فى اليم وتقولُ له إياك إياك أن تبتلّ بالماءِ إذا تدخلوا فى القضاء وهيكلة المنظُومة الأمنية و وضع لبنات للدُستُور وتدخلوا فى العلاقة بين الأطراف و المركز بمناطق النيل الازرق وجنوب كُردفُان والشرق و(قدلُوا) فى مشروع الجزيرة والرهد وتغدوا عند عوضية سمك وتناولوا القهوة بالأردية والأقمصة القصيرة وعلقوا الكاميرات والسلاسل على أعناقهم وإلتقطوا الصور أمام القيادة العامة و إقترحوا تغيير الأبواب والألوان ومشوا الى الشجرة و المُدرعات وجياد والتصنيع الحربي وزاروا وادي سيدنا وكررى وسلاح المُهندسين . و داسوا على كرامتنا وتبولوا وقوفاً بلا حياء في شوارعنا . فإن لم يكُن هذا هو الإستعمار بعينه فكيف يكونُ الإستعمار؟ أوليس كل هذا التطواف هو ما تنادي به حُكُومة (قحت) ؟ و لان (الشينة منّكُورة) فقد ركز البيان عزيزي القارئ على جُملة (حُكُومة السُودان) في عُمُوم اللفظ ولم يقُل أن مجلس وزراء حمدوك هُو اللاهث وراء كل هذه المصائب ،
حدّثنى أحد ضُباط الجيش الذين عملوا بمُرافقة بعثة (اليُوناميد) بدارفور أيام الإنقاذ فقال لى كُنّا (دارشنهُم درش) فقلت كيف ذلك فقال لى لو أن أحدهُم أراد أن يشتري علبه سجائر لاستأذن الجيش السودانى أولاً ولا يدخُلون المُدن والمُعسكرات إلا بإذننا وتحت حمايتنا وحتى دورياتهم لا تتم إلا بتصريح من حُكومة السُودان و نحنُ من يرسم لهم خُطّة السير وأظن هذا ما سيستمر بقية الستة أشهر القادمة طالما أن الجيش هو الجيش والأسود هي ذات الضوارئ و الرجال فلا خوف من بقاء (اليوناميد) ؟ ولكن الخوف من (أفندية الخُرطوم) الذين سيسكُنون القصر الجُمهوري ومن حقهم إستدعاء وزرائنا كما التلاميذ وبكراريسهُم (كمان) وحتماً سيُحصنوا موقعهم بعدم دخول غير المُختصين (ونضعُ تحتها خط) ومن غير العُملاء يجيد الإنحناءة وغسل المراحيض؟ و قد تطال هذه الاجراءات السيد (حمدوك) فسيجلسونه بالخارج حتى يسمح له بمقابلة الحُكام الجُدُد ! سيحصل ذلك ولن يراهُ الاعلام . ولكن يبقى الرهانُ على الشرفاء فبإمكانهم فعلُ الكثير وكشفُ المُثير كما فُعل بخطاب يناير المُعيب الذي سُرب من بلاد الفرنجة حتى وصل (كمبُو قُندال) فالعمل الإستخباراتى هو المطلوب فى مرحلة ما بعد الوُصُول وهى المراقبة اللصيقة لكل تحركاتهم.
فى عهد الإنقاذ أعرف ضابط أمن رفيع الرُتبة كان مُشاركاً فى أحد المؤتمرات الزراعية و أعلم أن ليس له علاقة بتخصص الزراعة وبعد فترة اكتشفتُ أنه كان مُتابعاً لأحد الضيوف من دوله مجاورة هو ضابط إستخبارات رفيع جاء مُتقمصاً شخصية خبير زراعي فاكتشف رجالنا بجهاز الأمن الخطة فأتوا بكامل سيرته الذاتية وإنتظروه ليرُدوا الصاع صاعين ، هذه العقلية التي يجب أن تسُود لحفظ كرامة الوطن فى ظل حُكومة (مُنبطحة) وأفندي ما زال مُطأطئاً رأسه للخواجات و فى ظل شريك عسكري يُمارس الصبر فى أقسي مرارته فى سبيل أن يصل الوطن الي صناديق الإنتخابات بسلام لذا نحتاج (لصعاليك) للتعامل مع هؤلاء الخواجات وبالطبع للإعلام دورٌ محوري في كشف المؤامرات لا يُمكن إغفاله حتى يسلم الوطن من الدسائس .
قبل ما أنسي :ــــ
غايتو بعد تغير مُسمي قوات الدفاع الشعبي الى (إدارة الإحتياط) نقدر نقول لعمنا آدم مبروك الحَجّة .
الاثنين ٨/ يونيو ٢٠٢٠م
The post السودان: العيكورة يكتب: حبيبي وين أنا .. الفى القصُر سِكُونو appeared first on الانتباهة أون لاين.