غير مصنف

الفاتح جبرا يكتب: السودان أولاً

لقد وجدت دعوتنا لإنشاء حزب للأغلبية الصامتة ضدى إيجابياً واسعاً من جميع قطاعات المجتمع ما عدا الأحزاب (طبعن) بكافة أشكالها وألوانها إذ أن هذه الدعوة تهدد مصالحهم جميعاً بكافة أطيافهم فأحزاب اليمين بقيادة تنظيم (الحركة الإسلامية) تسعى للتجمع إستعدادا للإنتخابات التي ما فتئوا يريدونها سريعاً وبأقرب ما تيسر يساندهم في ذات الرؤية بقية الأحزاب الجهوية والعقائدية كـأصحاب (العقد الفريد)، أما أحزاب (اليسار) من (الشيوعيين) و (البعثيين) ومن شاكلهم فقد مثلت هذه الدعوة لهم خطراً داهما جعلت البعض منهم يقوم بتدبيج المقالات المحذرة من خطورة الدعوة بحجة أنها تستهدف (تسيس) لجان المقاومة وشباب الثورة ولسان حالهم يقول (لجان المقاومة دي حقتنا برانا) متناسين عن عمد أن هذه الثورة لم يصنعها الشيوعيون ولا البعثيون ولا الجمهوريون الذين لا تتجاوز أعدادهم (مجتمعين) بضع مئات ، كما لم تصنعها تلك الأحزاب القديمة العتيقة البالية التي إستهزأ قادتها بالثورة وأطلقوا عليها أقذع النعوت والصفات المخذلة والمقولات (المستهزئة) ، بل صنعها هذا الشعب بكل فئاته وأعماره وصنعتها هذه الأغلبية الصامتة غير المتحزبة التي (تتفرج) الآن على هذا المشهد المضطرب البائس الذي لا يتناسب والتضحيات والأرواح والدماء التي أريقت من أجلها .
من نعم الله التي لا تحصى على العبدلله أنه وقد إنتصف عقده السابع وهو يدخل (صالة مغادرة) هذه الدنيا الفانية أنه لم يكن متحزباً في يوم من الأيام ولا منتم لطائفة أو تنظيم أو كيان ولا متبن لأي فكر من الأفكار فحزبه كان وسوف يظل هو هذا السودان فقط لا غير وقد نأت به هذه المسألة بفضل الله من شرورالإنتماءآت الضيقة والموالاة العمياء والوقوع في ربقة التبعية المدجنة لأي فئة أو جماعة وجعلته (يقول للأعور أعور في عينو) لا يخيفه في قول الحق شيء ولا يهادن أو يساوم في قوله مهما كانت التبعات والنتائج (والتأريخ يشهد).
لن يرهن هذا الشعب مستقبله ومستقبل أبنائه ويقف مكتوف الأيدي وهو يشاهد هذا الصراع الذي يدور بين (الإسلامويين) ومن شايعهم الذين ما أن آل إليهم الحكم حتى عملوا على إقصاء (الشيوعيين) وأتباعهم وكافة من لا ينتمي إلى تنظيمهم مستحوذين على كل الوظائف العامة في الدولة وجعلها خاضعة لأهواء منسوبيهم فيما يسمى (بالتمكين) ليصير كل الوطن ملكاً خالصاً لهم .
وبين قوى اليسار التي للأسف الشديد حينما دارت عجلة الحياة وقام هذا الشعب المكافح بثورته الباسلة وجدوها فرصة لرد الصاع ولتكرار نفس (السيناريو) ، نعم لم يكونوا كالإسلاميين في عنفهم وفظاظتهم ولكنهم الآن يمارسون نفس (التمكين) بإحلال منسوبيهم وتسكينهم في الوظائف العامة غير متبعين لأبسط معايير الكفاءة في الإختيار لتحصد البلاد الفشل وتستبدل تمكيناً بتمكين آخر و (كانك يا أب زيد ما غزيت) !
لقد كفر هذا الشعب بهذا المرض الذي أقعده عقوداً والذي لازمه منذ الإستقلال ولابد أن ينعتق منه بأي ثمن بدلاً عن وقوفه موقف المتفرج ولهذا كانت الدعوة لإنشاء حزب عقيدته (السودان) ولا شيء غير السودان، حزب لا علاقة له بالأيدلوجيات أو أوالأفكار التي أثبتت التجارب فشلها ، حزب يطرح رؤاه الخلافية ليقرر فيها الشعب (سيد الجلد والراس) لا (المجلس الأربعيني) ولا (اللجنة المركزية) ، إن رأي الشعب فصل الدين عن الدوله فهذا قراره وإن رأي أن يكون الدين هو الدوله فهذا قراره أيضاً ، حزب لا فضل فيه لمواطن على آخر إلا بمقدار حبه لهذا الوطن والعمل من أجل نهضته والتضحية من أجله .. نعم فلتسقط كل هذه الأحزاب البالية التي لم تعمل يوماً واحدا لمصلحة هذه البلاد بل من أجل مصالحها الذاتية الضيقة ويبقى السودان حراً عزيزا متطلعاً نحو مستقبل واعد بكل خير وذلك بعزيمة أبنائه وإرادة شعبه متوحداً في هذا الحزب القادم الذي أصابت الدعوة لتكوينه منتفعي السياسة بالخوف والهلع .
أيها الصامتون الصامدون كونوا حزبكم وأعطوا القيادة للشباب أدعموهم وساعدوهم بالرأي والنصح والمشورة وثقوا تماماً بأن هذه البلاد سوف تجتاز هذه المحنة وتحجز لها قريباَ مقعداً متميزاً بين الأمم ، أيها الصامتون الصامدون أجمعوا كل المحاولات الجارية الآن لتكوين الحزب القادم بقوة في كيان واحد وليكن شعاركم (السودان أولاً) !
كسرة :
الشعوب لا تهزم !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنوووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى