أفادت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة لوّحت، الخميس، بخطوة غير مسبوقة تتمثل في تقليص مساعداتها الإنسانية إلى جنوب السودان، ما لم تبادر جوبا إلى إلغاء رسوم وُصفت بأنها “غير مشروعة” تُفرض على الشحنات الإغاثية، الأمر الذي اعتبرته واشنطن استغلالًا لا يمكن تجاهله.
ووفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني”، جاء الموقف الأمريكي في بيان حاد النبرة حمل عنوانًا لافتًا: “حان الوقت للتوقف عن استغلال الولايات المتحدة”، في إشارة إلى ما تعتبره واشنطن ممارسات تُعيق العمل الإنساني وتثقل مهام وكالات الإغاثة.
وكشفت المصادر أن الحكومة الأمريكية تتهم جوبا بفرض رسوم باهظة على المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عرقلة أنشطة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهو ما أثار استياء المؤسسات الدولية والمنظمات العاملة في مجالات الإغاثة والتمويل والتنمية.
وتشير تقديرات برامج الإغاثة الدولية إلى أن استمرار هذه الرسوم قد يُهدد تدفق المساعدات الحيوية، خصوصًا في ظل ارتفاع تكلفة النقل والتمويل الإنساني، ما يفاقم الوضع في دولة تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي.
وتداولت وسائل دبلوماسية معلومات عن اتصالات أمريكية مكثفة للضغط على جوبا من أجل إزالة هذه العراقيل، محذرة من أن أي تباطؤ قد ينعكس على الاستقرار الإنساني والأمني في جنوب السودان، الذي يعيش أصلًا تحديات اقتصادية وصراعات داخلية متصاعدة.
وتبقى الأنظار موجهة نحو استجابة حكومة جنوب السودان في الأيام المقبلة، وسط توقعات بتدخل أممي أوسع إذا لم يتم التوصل إلى صيغة تُعيد انسيابية المساعدات.
