أفادت مصادر في الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد أن مشاورات الفرقاء السودانيين، المقررة الأسبوع المقبل في جيبوتي، أُرجئت إلى أجل غير مسمى، في خطوة مفاجئة تعكس تعقيد المشهد السياسي وتعطّل جهود إطلاق عملية سياسية شاملة.
ووفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني”، جاء قرار الإرجاء بعد تمسك تحالف “الكتلة الديمقراطية” برفض مشاركة تحالف “السودان التأسيسي (تأسيس)”، الذي يُنظر إليه باعتباره مظلة سياسية لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل ثاني محاولة خلال أسابيع لاستئناف المشاورات.
ويؤكد مسؤولون في الاتحاد الأفريقي أن الخلافات بين التحالفات السودانية باتت المعضلة الأكبر أمام أي تقدم، رغم المساعي المكثّفة لإطلاق مسار يناقش مستقبل الحكم، وإعادة بناء الدولة، وتمهيد الطريق لاستقرار سياسي واقتصادي طال انتظاره.
وتشير المصادر إلى أن أربع جولات سابقة فشلت للأسباب نفسها، بعدما تمسّك تحالف “صمود” – التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة – برفض مشاركة القوى المرتبطة بالنظام المعزول، مطالبًا بتمثيل أوسع للقوى المدنية المستقلة، في وقت تُصر القوى المؤيدة للجيش على استبعاد “صمود” بوصفه “ظهيراً سياسياً” للدعم السريع، رغم تشكيل الأخير تحالفًا جديدًا تحت مسمى “تأسيس”.
وتدل هذه التطورات على أن الصراع بين التحالفات المتنافسة ما يزال يعرقل أي محاولة لإطلاق حوار وطني، في ظل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة لإعادة السودان إلى مسار الانتقال السياسي، وإنهاء حالة الانقسام التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
