طلبت سيدة الطلاق، بعد زواج استمر 3 أشهر، أمام محكمة القاهرة الجديدة، وقالت إنها كانت تعرف رجل الأعمال حسام صلاح الدين منذ ما قبل الزواج بثلاث سنوات، “ولكن دلوقتي مش عايزاه”.
سألها القاضي: ليه؟ قيحة؟ يعني بخيل؟
قالت: لا، ما بيقصرش معايا في المصاريف.
قال: طب إيده ناشفة وبيضربك؟
فجاء الرد بالنفي.
فسألتها المحكمة لماذا تطلبين الطلاق؟
فكان ردها: لأن اسمه “بلدي”.
وأضافت: لما تزوجته كان اسمه حسام صلاح الدين، وقبل كم يوم البوسطجي جاب رسالة للفيللا بتاعتنا تخص “قُرني” – بضم القاف وفتح الراء – صلاح الدين، ولما قلت للبوسطجي إنه ما عندناش حد بالاسم دا هنا، صاح زوجي بأن الرسالة تخصه، وفاجأني بأن اسمه الأصلي هو “قرني”، وأنه اتخذ اسم حسام كاسم شهرة.
وقالت الزوجة: بصراحة يا حضرة القاضي لما سمعت الاسم دا دُخت.. وكان ممكن تجيني جلطة أو ذبحة صدرية. أنا أتجوز واحد اسمه قرني؟ يا شماتة أبله ظاظا فيّا! أقول إيه لصاحباتي؟ جوزي اسمه قرني؟ حد يصدق إن رجل أعمال اسمه قرني؟ مش ممكن أعيش معاه، وعايزة الطلاق.. مش الخُلع.. لأنه غشاش وكذاب. ضحك عليّ يا حضرة القاضي.. قال إيه؟ قال اسمه حسام.. اسم الله عليك يا قرني!
أقول للست طالبة الطلاق: أنتِ لم تقبلي به زوجًا لأن اسمه حسام، بل لأن فيه جوانب وخصال أعجبتك (وربما لأن جيبه مليان). وتصمد معظم الزيجات رغم أن أحد الطرفين يخطئ ويقصّر ويخرمج ويطبّز، فيسامحه الطرف الآخر المتضرر. وزوجك هذا “مجني عليه”، فهو لم يختر الاسم الذي لا يعجبك بنفسه، بل من الواضح أنه لم يكن سعيدًا بأن اسمه قرني فاختار لنفسه اسم حسام.
وأقول للآباء والأمهات: ناشدتكم الله ألا تختاروا لعيالكم أسماء قبيحة عديمة المعنى، ولا تحسبوا أن من الوفاء لجيل آباء الآباء وأمهات الأمهات أن تُدبّسوا اسمًا كان سائدًا – على غرابته – في أربعينات القرن الماضي في طفل سيبلغ العشرين مثلًا في عام 2035. والمصري الذي يحمل اسم جده عتريس، والخليجي الذي يسميه أهله صنقور، والسوداني الذي يسميه أهله عرديب (الأسد)، وأعمارهم الآن سنتان، قد يضطرون عندما يكبرون إلى اللجوء إلى المحاكم لتغيير أسمائهم.
وهناك اعتقاد سائد في أوساط العرب عمومًا مؤداه أنه إذا كانت هناك امرأة يموت عدد من عيالها بعد مولدهم بفترة قصيرة، فلأن “الشيطان” يخطفهم لأن أسماءهم كانت حلوة، وبالتالي يسمون المواليد الجدد بأسماء مثل: فقصان، خيشة، كبريت… ويفوت على هؤلاء السذج أنه لا اسم يعصم شخصًا من الموت. وقرأت عن شخص سمّى ولده “بن عزرائيل”، وهو يحسب أنه بذلك يُحنّن قلب عزرائيل على ولده. وأعجب كيف أن عقله الساذج لم يقل له: عزرائيل أولى بولده.
عندنا في السودان تشكيلة من الأسماء التي لا نجدها لدى الشعوب العربية الأخرى مثل: الجاغريو، الحردلو، عمسيب، الدود، عطامِنو (أصلها: عطاء منه أي من الله).
هل من مساهمة منكم لإثراء هذه القائمة؟ ويا ريت لو تبرع البعض بإدراج الأسماء العجيبة للاعبي كرة القدم عندنا: جقدول، قرن شطة، الضب، سينا، الجقر…



