نيويورك ـ الرأي ـ السوداني ـ فجّر السودان قنبلة سياسية مدوّية داخل أروقة مجلس الأمن، السبت حينما قدّم أدلة دامغة تكشف تورط الإمارات في إدارة حرب المرتزقة على أراضيه، عبر تجنيد مئات الجنود الكولومبيين المتقاعدين ونقلهم للقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع تحت مسمى “تشكيل ذئاب الصحراء”.
وقال السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة رسمية إلى رئيس المجلس كيم سانغجين، إن ما قامت به أبوظبي ليس مجرد دعم غير مباشر، بل هندسة كاملة لحرب بالوكالة أشعلت نيرانها في السودان، عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات، منها: مجموعة الخدمات الأمنية العالمية (GSSG) التي يديرها الإماراتي محمد حمدان الزعابي، ووكالة الخدمات الدولية (A4SI) التي أسسها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كويخانو من مدينة العين.
الوثائق أوضحت أن المرتزقة جرى تهريبهم في رحلات معقدة: من أبوظبي إلى بوصاصو بالصومال، ومنها إلى بنغازي تحت إشراف ضباط موالين لحفتر، قبل أن يشقوا طريقهم عبر صحراء تشاد إلى قلب دارفور.
بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025 وحدها، تم تسيير 248 رحلة سرية تجاوزت 15 ألف ساعة طيران، محملة بالمرتزقة والسلاح والذخائر، لتغذية حرب مدمرة حولت السودان إلى ساحة صراع إقليمي.
الأدلة السودانية كشفت جرائم بشعة ارتكبها المرتزقة:
قتل مٌمنهج: 73 مدنياً سودانياً قُتلوا بدم بارد في أسبوعين فقط.
تجنيد الأطفال وتدريبهم على حمل السلاح
استخدام الفوسفور الأبيض في مناطق مدنية، في جريمة حرب موثقة
نهب ثروات السودان من ذهب وصمغ عربي وماشية، وتهريبها عبر شبكات إماراتية
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ حصلت السلطات السودانية على خطط عسكرية سرية لوحدة “ذئاب الصحراء” توضح خرائط وإحداثيات دقيقة لحصار الفاشر والهجوم على مواقع الجيش السوداني.
المفاجأة أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو نفسه خرج علناً ليؤكد مقتل عشرات المرتزقة الكولومبيين في السودان، موجهاً سفيره في القاهرة للتحقيق في الفضيحة.
السودان في ختام رسالته طالب مجلس الأمن بـ:
إدانة أبوظبي واعتبارها فاعلاً رئيسياً في الحرب.
محاسبة الجناة وفق القانون الدولي
إدراج مليشيا الدعم السريع ضمن قوائم الإرهاب الدولية
الرسالة السودانية لم تترك مجالاً للشك: “حرب السودان لم تعد صراعاً داخلياً، بل عدواناً أجنبياً تموله وتديره الإمارات، وهي المهندس المباشر لمأساة شعبنا”.