أفادت مصادر مطلعة أن القائد العام للقوات المسلحة السودانية أصدر قرارًا بتعيين العميد الركن نبيل عبد الله، الناطق الرسمي باسم الجيش، ملحقًا عسكريًا بسفارة السودان في القاهرة، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية بالغة التعقيد، وسط تساؤلات عن التوقيت ودلالاته.
العميد نبيل عبد الله كان يُنظر إليه كأحد أبرز الوجوه الإعلامية للمؤسسة العسكرية خلال فترة الحرب المستعرة، حيث مثّل الصوت الرسمي للجيش في بيانات المعارك، والمواقف السيادية الحاسمة. انتقاله المفاجئ من هذا الموقع الحساس إلى مهمة دبلوماسية في دولة محورية، أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية على حد سواء.
وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن اختيار القاهرة تحديدًا كمقر للمهام الجديدة يعكس وزنًا خاصًا للمرحلة القادمة في العلاقات السودانية المصرية، لاسيما في ظل ما أظهرت مقاطع مصورة من تحركات دبلوماسية وعسكرية نشطة بين الجانبين مؤخرًا. القاهرة، التي تلعب دورًا إقليميًا متناميًا في الملف السوداني، باتت تُعتبر مركزًا استراتيجيًا لمراقبة التطورات على الأرض.
خبراء يرون أن نقل الناطق باسم الجيش قد يشير إلى إعادة ترتيب في المشهد الإعلامي العسكري، أو ربما إلى رسائل ضمنية تتعلق بإعادة تموضع المؤسسة العسكرية في ظل متغيرات الصراع الداخلي والخارجي.
الخطوة تأتي كذلك في وقت تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية بين السودان وعدد من العواصم المؤثرة، ما يمنح منصب الملحق العسكري أهمية تتجاوز المهام التقليدية إلى أدوار تنسيقية وربما تفاوضية خلف الكواليس.