في خطوة عاجلة تشير إلى تصاعد المخاوف من انتشار نواقل الأمراض بالعاصمة السودانية، أفادت مصادر في وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن خطة كبرى يجري تنفيذها حاليًا تشمل تفتيشًا منزليًا شاملاً داخل الأحياء السكنية بالمحليات السبع، بعد رصد ارتفاع كثافة البعوض الطائر خلال موسم الخريف الحالي.
وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة السودان للأنباء (سونا)، فإن اجتماعًا طارئًا عُقد برئاسة المدير العام للوزارة د. فتح الرحمن محمد الأمين، بحضور شخصيات بارزة في القطاع الصحي، خلص إلى ضرورة تفعيل الدور المجتمعي وتحديد يوم موحد لتجفيف مصادر المياه المنزلية، كخط دفاع أولي لمنع تكاثر النواقل داخل المنازل.
تقرير داخلي من الإدارة العامة للطب الوقائي كشف عن وجود بؤر لتوالد البعوض في هياكل السيارات التالفة، والإطارات المنتشرة في الشوارع والميادين، فضلًا عن الأواني المتروكة داخل مكبات النفايات، وذلك بعد تطهير الخرطوم من تواجد المليشيات المتمردة، مما سمح بكشف هذه البؤر المهملة.
كما أظهرت مسوحات ميدانية وجود منازل مغلقة نتيجة النزوح، تحتوي على مياه راكدة وتسربات، ما يزيد من خطورة الوضع الصحي ويعزز بيئة توالد النواقل.
وأكدت الوزارة أن الحملة ستواكب عمليات الرش الرذاذي والضبابي، بجانب الرش الجوي بالطائرات، مع توسيع ساعات العمل بالمراكز الصحية لتقديم الخدمات اللازمة، في ظل توجيهات بإشراك القطاع الخاص وتعزيز جهود التوعية عبر الإعلام وفرق تعزيز الصحة.
وأفادت المصادر أن الوزارة بصدد تطبيق قانون الصحة لعام 1999 في حال وجود مخالفات مثل عدم التخلص من النفايات أو إعاقة أعمال التفتيش والتجفيف داخل الأحياء.
في ذات السياق، أُعلن عن جاهزية الآليات والطلمبات والأدوية الأساسية والمحاليل الوريدية بالمراكز والمستشفيات، لضمان تقديم استجابة صحية فاعلة خلال هذه الفترة.
وتسعى الخطة للحد من الأمراض المنقولة عبر النواقل مثل الملاريا وحمى الضنك في العاصمة الخرطوم ، مع التركيز على تعزيز الوعي المجتمعي والتعاون مع لجان الكرامة بالأحياء لمواجهة التحدي البيئي والصحي المشترك.