أفادت مصادر مطلعة في غرب كردفان باندلاع خلافات حادة خلال اجتماع سري عقده عبدالرحيم دقلو مع عدد من العمد والإدارات الأهلية لقبائل المسيرية، انتهى بملاسنات كادت أن تتطور إلى اشتباكات مباشرة، في مؤشر لافت على تصاعد الاحتقان داخل الحاضنة القبلية للمليشيا.
وبحسب المصادر، خاطب دقلو قيادات الإدارة الأهلية بلغة وُصفت بالاستفزازية، مطالباً بدفع مزيد من الشباب للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، مستخدماً أسلوب الأوامر والتهديد. غير أن الطرح قوبل برفض قاطع وغضب غير مسبوق من العمد، الذين أكدوا أن أبناء المسيرية دفعوا “الثمن الأكبر من الدماء دون مقابل”.
وأضافت المصادر أن عدداً من قيادات المسيرية أعلنوا خلال الاجتماع نيتهم العمل على سحب أبنائهم من صفوف المليشيا، وقطع أي التزام قبلي سابق، محمّلين قيادة الدعم السريع مسؤولية ما وصفوه بـ“الاستنزاف المتعمد للشباب” واستخدامهم كدروع بشرية.
وقال شهود عيان إن ما جرى يعكس تصدعاً خطيراً في العلاقة بين قيادة المليشيا وبعض مكوناتها القبلية الرئيسية، ويؤكد أن سياسة الابتزاز لم تعد تجد القبول حتى داخل البيئات التي راهنت عليها المليشيا منذ اندلاع الحرب.
وكشفت المصادر أن استخبارات المليشيا أوصت عبدالرحيم دقلو، عقب انتهاء اللقاء، بعدم تكرار مثل هذه الاجتماعات “الخطيرة”، محذّرة من أن استمرارها قد يعرّض حياته للخطر، في ظل أجواء مشحونة وقابلة للانفجار في أي لحظة.
