فجأة قفزت منطقة “جبل مرة” إلى سطح الأحداث أمس الأول.. انهيار صخور بفعل الأمطار الغزيرة.. قيل أنه دفن قرية “ترسين” بأكملها و الضحايا ألف .. شهود من أبناء المنطقة ذكروا أن الواقعة صحيحة لكن الرقم أكبر كثيرا من الحقيقة.
“جبل مرة” واحدة من أجمل بقاع الأرض.. ذات مناخات متعددة تسمح بزراعة المحاصيل البستانية التي لا تناسب بيئة السودان.. وظلت طوال سنوات طويلة تغذي أسواق السودان بالفواكه المتنوعة.. و كانت دائما قِبلة السياحة والزوار .. لكن ما أفدح لواكن السياسة في السودان..
نجح الساسة في تحويل هذه المنطقة الجميلة إلى ميدان حـ؛رب.. تُزرع فيها الدماء والأشلاء والخراب.. منذ بداية حريق دارفور خرجت المنطقة عن سيطرة الحكومة المركزية لصالح حركة/جيش تحرير السودان التي يتزعمها الأستاذ عبد الواحد محمد نور..وبدلا من تطوير جبل مرة لصالح أهلها وكل السودان.. وترقية البنى التحتية بمدن جميلة وشوارع مسفلتة و منشآت خدمات حضرية للتعليم والصحة والمرافق السياحية مثل الفنادق والمسارح .. لاذت بها الحركات المتمردة و حولت حقول الزراع إلى حقول ألغام .. و شلالات الماء المنهمر طوال العام إلى شلالات دم لم يتوقف حتى اليوم.
لم تكن وحدها من مناطق السودان السياحية التي خربتها أيدي بني وطني.. هناك أيضا حديقة الدندر.. واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في العالم… تتجول فيها أندر أنواع الطيور و الحيوانات حتى المفترسة مثل الأسود و النمور والأفيال.. ويزورها السياح الذين يشدون إليها الرحال من بلاد الله الواسعة.. تحولت أيضا إلى ميدان حـ؛رب كبير.. أجبر الحيوانات على الهجرة إلى الداخل الإثيوبي.. فهي مخلوقات لا تحتاج لجوازات سفر لعبور الحدود بين الدول.. و خلال الفترة التي اجتاحت فيها قوات التمرد المنطقة زادت الأوضاع سوءا.
و جبال النوبة أيضا.. التي تتمتع بطبيعة خلابة و خيرات على مد البصر لا حدود لها فوق وتحت سطح الأرض.. الآن أيضا مسرحا للعبث الطفولي بدماء السودانيين.. وغيرها..
عجز الفكر السياسي السودان عن استغلال موارد البلاد، و نجح في تحويل ما بها من نعمة إلى نقمة..
حديث المدينة الأربعاء 3 سبتمبر 2025