اخبار السودان

بعد فشل مؤتمر الرباعية.. واشنطن تلتقي البرهان وحميدتي فردياً لفرض “حلولها” على الشعب السوداني

في الوقت الذي عادةً ما تُغلّف فيه الدول الكبرى مصالحها السياسية بغطاء الدبلوماسية والمؤتمرات، تكثّف واشنطن تحركاتها في الملف السوداني بعد فشل مؤتمر الرباعية الوزاري الذي عقد نهاية يوليو الماضي بمشاركة الإمارات، السعودية ومصر.
وبحسب مصادر خاصة لوكالة وادي النيل، فإن المؤتمر لم يسفر عن أي نتائج ملموسة، ولم يحقق تقدماً في سبيل إنهاء الحرب الدائرة، بسبب تركيزه على أجندة القوى الدولية والإقليمية أكثر من مصالح الشعب السوداني.

لقاءات سرية بين واشنطن وأطراف النزاع

كشفت المصادر أن مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، أجرى منتصف أغسطس الجاري لقاءً مطولاً مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في سويسرا، استمر ثلاث ساعات، جرى خلاله بحث مقترحات أمريكية لإرساء السلام.
وبحسب التسريبات، أبدى البرهان تصلباً في موقفه الرافض لأي دور لقوات الدعم السريع في مستقبل العملية السياسية.
وفي المقابل، أكدت مصادر أخرى أن بولس التقى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في واشنطن، بعد ساعات فقط من اجتماعه بالبرهان، مشيرة إلى أن اللقاء تم بترتيب قطري وبسرية تامة.
كما أشارت المعلومات إلى أن طائرة خاصة تابعة لشركة “رويال جت” الإماراتية – سبق أن استخدمها حميدتي – أقلعت من أبوظبي إلى جنيف بتاريخ 15 أغسطس، في إطار هذه الترتيبات.

خلفيات وأبعاد التحرك الأمريكي

وفقاً لخبراء تحدثوا لـ”وادي النيل”، فإن هذه اللقاءات السرية جاءت نتيجة فشل المساعي السابقة، سواء عبر الوساطة الأمريكية – السعودية أو من خلال مؤتمر الرباعية. ويرى الباحث المتخصص في الشأن السوداني محمد سعد الدين الحوشاني أن واشنطن تسعى إلى:
1. فرض حلول تخدم مصالحها في السودان ومنطقة البحر الأحمر.
2. منع تمدد النفوذ الصيني والروسي والإيراني عبر الجيش السوداني، خاصة بعد تراجع قوات الدعم السريع.
3. إعادة بناء علاقة مباشرة مع الخرطوم على قاعدة التحول المدني والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وأضاف الحوشاني أن الإمارات ترغب في منح قوات الدعم السريع وقتاً لإعادة تنظيم صفوفها، بينما تساند السعودية ومصر الجيش حفاظاً على أمنهما القومي وأمن البحر الأحمر.

اتهامات للإمارات وغياب الشفافية

وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع عبر تهريب السلاح والمرتزقة عبر تشاد، وقدمت في هذا الصدد شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، فيما تنفي أبوظبي تلك الاتهامات.
وفي المقابل، تطالب قوى سياسية ومنظمات حقوقية سودانية بضرورة الشفافية حول مضمون الاجتماعات السرية بين واشنطن وقادة طرفي النزاع، محذّرة من أن إدارة الملفات الحساسة بعيداً عن الرأي العام لا يخدم عملية السلام.

مشهد ميداني منقسم

ومع دخول الحرب عامها الثالث، بات السودان منقسماً بحكم الأمر الواقع: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، بينما يفرض الدعم السريع سيطرته على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب، ما يجعل فرص أي تسوية سياسية مرهونة بتوازنات القوى على الأرض، أكثر من كونها رهينة مؤتمرات واتفاقات خارجية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

خالد العبيد

محرر متخصص في تغطية الأخبار العاجلة والموضوعات الساخنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى