روما – الراي السوداني
هل يتحول المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر إلى ساحة جديدة للحرب وعدم الاستقرار الإقليمي؟ مع تزايد نفوذ مليشيات الدعم السريع السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تتشابك مصالح قوى إقليمية ودولية في منطقة تعج بالتهريب والصراعات، وسط غياب تام للسيطرة الحكومية.
هل تفتح مليشيات الدعم السريع الباب لحرب إقليمية؟
معهد “تحليل العلاقات الدولية” الإيطالي يسلط الضوء على تداعيات توغل قوات الدعم السريع في المنطقة الحدودية الثلاثية. كيف تحولت هذه المليشيات إلى لاعب رئيسي في لعبة نفوذ إقليمية معقدة، تشمل دعمًا لوجستيًا من الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر؟ وما دور الإمارات التي تمول حفتر وتغذي توسيع نفوذ “حميدتي”؟
القلق يتزايد بين القاهرة التي ترى في هذا التمدد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خصوصًا مع تدفقات الهجرة غير النظامية والأنشطة غير القانونية التي تهدد استقرار حدودها الجنوبية.
هل تحولت طرق التهريب إلى ثروات مسلحة؟
المثلث الحدودي هو ممر حيوي لشبكات تهريب الوقود، الأسلحة، وحتى البشر. ومع سيطرة قوات الدعم السريع على هذه الطرق، يتحول التهريب من نشاط إجرامي عشوائي إلى نظام شبه عسكري يمول المليشيات ويوسع نفوذها على حساب الدول.
لكن هل سيقفز هذا النظام إلى مستوى دولة داخل الدولة؟ كيف تؤثر هذه السيطرة على أمن ليبيا، التي تعاني أصلاً من ضعف السلطة المركزية، وعلى أوروبا التي ترتبك أمام موجات الهجرة المتزايدة؟
هل فشلت القارة الإفريقية في حماية أمنها؟
تراجع دور الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية يفتح المجال للقوى الإقليمية والخارجية للهيمنة على المشهد. هل ستظل المبادرات الأفريقية مجتزأة وتفتقر للفعالية في ظل مصالح متضاربة؟ وهل تسيطر القوى الخارجية على مجريات الأزمة، مخلفة وراءها هشاشة أمنية وسياسية تدفع القارة إلى مزيد من الانقسام والفوضى؟
مثلث التوتر بين السودان وليبيا ومصر يتحول إلى لعبة جيوسياسية معقدة. سيطرة مليشيات الدعم السريع تنذر بفوضى مسلحة قد تمتد لتشمل منطقة الساحل والبحر المتوسط. ما إذا كان يمكن لجهود السلام الأفريقية والدولية أن توقف هذا التمدد يبقى سؤالاً مفتوحاً.