جعفر عباس يكتب :
واحدة تكفي
سبق أن كتبتُ عن المصرية هيام دربك، التي أنشأت جمعية شعارها: “زوجة واحدة لا تكفي”. واسمها يوحي بأنها تسعى لإحداث “دربكة”، وهي من المفردات الكروية، وتُستخدم لوصف الهرج والمرج الذي يحدث أمام المرمى، عندما يختلط حابل المدافعين بنابل المهاجمين. وهو مشهد مألوف في الملاعب العربية، حيث تدخل الكرة المرمى بعد أن “تزهج” من خيبة اللاعبين، فتهرب بكرامتها في اتجاه الشباك، وينط البُلهاء وهم يظنون أنهم أدخلوها المرمى عمداً!
وقد يطرب بعض الرجال لهذا الشعار، لأنهم يظنون أن هيام دربك هذه قد حلَّت عقدتهم، وهذه الفئة من الرجال غالباً من النوع الذي يُجاري الموضة، ويود لو يغيّر زوجته بنفس السهولة التي يغيّر بها هاتفه الجوّال. المهم أنني أخالف هيام الرأي في أن “زوجة واحدة لا تكفي”، وأعلن بأعلى صوتي أن زوجة واحدة تكفي ونُص!
ولم أسمع من قبل بعالِم دين، أو عالِم اجتماع، أو حتى راغب علامة، يقول إن زوجة واحدة لا تكفي. فالأصل أن تكون للرجل زوجة واحدة. ثم إنني شخص “رجعي”، ولا أقبل أن تُقرر امرأة نيابة عني ما إذا كانت زوجة واحدة تكفي أم لا! يعني قد أقبل أن يصدر مثل ذلك الكلام عن رجل لأنه يرتبط بـ”زوجة”، ولكنني لا أقبله من امرأة، لأنها لم تجرّب الزواج بـ”زوجة”! كما أنها لا تعرف زوجتي، ولو معرفة عابرة، لتُقرر ما إذا كانت تكفيني أم لا.
ولم يكن ما أعلنته من قبل عن رغبتي في الزواج بنبيلة عبيد، ومن بعدها بالمطربة الشحرورة صباح، لأن زوجتي “لا تكفي”، بل كان من باب “المراهقة الثانية”.
وهناك رجال كثيرون يعانون الويل من زوجاتهم، وبدلاً من أن يُقرروا أن زوجة واحدة لا تكفي، فإنهم قرروا أن زوجة واحدة زيادة عن اللزوم!
وتقول هيام إنها أطلقت شعارها العجيب ذاك لأنها تريد محاربة العنوسة. ومن جانبي، أُعلن أنني لست مسؤولاً عن تفشّي العنوسة، وبالتالي لست مطالباً بحلّ مشكلة لم أتسبّب فيها!
ويطيب لي أن أعلن عبر هذا المنبر، إلى كل الحالمات بالزواج بي، أنني متأسف و”مش فاضي”، ومقتنع بزوجتي الحالية طالما أنها “صابرة” عليّ… وشرف الزواج بأبي الجعافر لا تناله إلا إنسانة “بنت ناس” صابرة ومثابرة مثل أم الجعافر… ابحثن عن عريسٍ غيري، وأسأل الله أن يُلهمكن الصبر الجميل.
(اختفيت عنكم وسأختفي عنكم عدّة مرات خلال الفترة المقبلة لأنني أمرُّ بظرفٍ معيّن لا يسمح لي بالكتابة المنتظمة. وهذا الظرف ليس سيئاً، بل فقط يستغرق الكثير من وقتي. وقطعاً لا علاقة له بأمور “دربكية”، بدليل أن “أم المعارك” طرفٌ فيه!)