تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة اجتماع رفيع المستوى للمجموعة الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة السودانية، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات.
يهدف هذا الاجتماع إلى مناقشة سبل تسوية الأزمة السودانية التي دخلت عامها الثالث، والعمل على إنهاء النزاع المسلح، إلى جانب كبح التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي السوداني، وتدشين عملية سياسية شاملة تمهّد لاستقرار دائم في البلاد.
مصادر دبلوماسية مطلعة نفت صحة ما تم تداوله بشأن توسيع تشكيل المجموعة الرباعية لتشمل دولًا أخرى مثل قطر أو بريطانيا، مؤكدة أن هذه الخطوة غير مطروحة في الوقت الراهن. وشددت المصادر على أن التركيز في المرحلة الحالية ينصب على الأطراف الأربع الأساسية، التي تملك تأثيرًا مباشرًا في مجريات الأزمة، لضمان تحقيق نتائج واقعية ومنسقة بعيدًا عن أي تعقيدات محتملة قد تنتج عن إشراك أطراف جديدة.
أجندة الاجتماع المرتقب تتركز على مناقشة آليات وقف الحرب في السودان، ووضع خارطة طريق واضحة نحو تسوية سياسية شاملة، مع بحث سبل تحييد التدخلات الخارجية وتهيئة البيئة المناسبة لإطلاق مفاوضات جادة تحت مظلة إقليمية ودولية.
ومن المنتظر أن يصدر عن الاجتماع بيان ختامي مشترك يعكس توافق الدول الأربع على مجموعة من المبادئ الأساسية، تشمل وقف إطلاق النار، والشروع في عملية سياسية جامعة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته، ودعم مؤسسات الدولة لتفادي انهيارها.
في سياق متصل، تواصل مصر تحركاتها الدبلوماسية الفاعلة في الملف السوداني، عبر جهود حثيثة لتقريب وجهات النظر الإقليمية، لا سيما بين السودان وتشاد، انطلاقًا من أهمية الاستقرار في الدولتين وتأثيره المباشر على أمن المنطقة. وكان وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي قد زار العاصمة التشادية أنجمينا مؤخرًا، ضمن جولة شملت عددًا من دول غرب إفريقيا، حيث عقد مباحثات موسعة مع نظيره التشادي عبدالله صابر، تركزت على تطورات الوضع في السودان وسبل التعامل المشترك مع تداعياته.
وأكد الجانب التشادي، في بيان رسمي، دعمه لأي مبادرة تهدف إلى إنهاء الصراع في السودان، مشددًا على أن استمرار الحرب يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي، ويضاعف من المعاناة الإنسانية، ويؤثر بشكل مباشر على أمن تشاد وجيرانها.
ومن المتوقع أن يعكس البيان الختامي المرتقب لاجتماع واشنطن موقفًا واضحًا من الحرب في السودان، يتضمن دعوة صريحة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة مدنية انتقالية قادرة على التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية، إلى جانب تأكيد الالتزام بتقديم الدعم الإنساني العاجل، وفتح المجال أمام المنظمات الدولية للوصول إلى المناطق المنكوبة، مع وضع آليات عملية لمراقبة وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه الفعلي على الأرض.