مقالات

جعفر عباس يكتب.. كن كـ”الضفدع الأطرش”.. ولا تصغِ للمثبطين!

جعفر عباس يكتب:
كن كـ”الضفدع الأطرش”.. ولا تصغِ للمثبطين!

عندما هجرتُ كلية القانون لألتحق بكلية الآداب، اتهمني زملاء الدراسة بالهَبَل والخَبَل، ومنهم من تساءل: “ماشي آداب عشان تشتغل شنو بعدين؟ مؤرخ ولا فيلسوف؟”
ثم فزتُ ببكالوريوس الآداب، وعملتُ مدرسًا بالمرحلة الثانوية، عن رغبة صادقة. فازدادت جرعة التهكم، وقال أحد أقربائي: “التدريس أحسن من القعاد ساكت!”

كل ذلك ذكّرني بمسابقة للضفادع، قررت فيها مجموعة من الضفادع التنافس على صعود عمارة من 24 طابقًا، قفزًا على جدارها الخارجي.
تجمّع المئات حول العمارة، وتعالت صافرات وضحكات التهكّم من المتفرجين. وبدأ السباق، الذي شاركت فيه مئات الضفادع. ومنذ الخطوات الأولى بدأ تساقط العشرات، وخلال أقل من دقيقتين، كانت جميع الضفادع قد سقطت أرضًا، ما عدا واحدة ظلت تواصل الصعود، وسط ذهول جمهور المشاهدين، الذين صمتوا عن التعليقات الساخرة.
ثم وصلت الضفدعة “الأولمبية” إلى أعلى نقطة في العمارة، ودوت الأكف بالتصفيق.

اتضح أن الضفدع المنتصر كان أطرش، لا يسمع، ولهذا لم تؤثر فيه تهكّمات الجمهور وضحكات الاستهزاء.

وفي هذا درسٌ بليغ لكل من يريد أن يخوض تحديًا:
لا تستمع لعبارات الشماتة والحديث المُحبِط، وواصل جهودك لتحقيق غايتك، وسينقلب الاستخفاف إلى إعجاب.

في مجتمعنا، هناك قومٌ متخصصون في إحباط الآخرين، بعبارات مثل:
“مالك ومال الشقاوة؟”
“مالك ومال الخط المعلّق؟”
“أرعى بي قيدك!”
“تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش!”
(وكأنهم يقولون لك: لو زحفتَ مثل السلحفاة، ستكسب أكثر من رزقك!)

ضع في هذه الأذن “طينًا”، وفي الأخرى “عجينًا”، إذا كنت صادق العزم على إنجاز أمرٍ ما.
أي: كن ضفدعًا “أطرش”!

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى