متابعات – الراي السوداني
أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود”، تحذيرات شديدة اللهجة بشأن تفشي موجة جديدة من الكوليرا في غرب السودان، لاسيما بإقليم دارفور، وسط مؤشرات مقلقة على اتساع رقعة انتشار المرض في ظل تدهور الأوضاع الصحية والبيئية.
وأشارت المنظمة، في بيان رسمي الأربعاء، إلى أن الكوليرا بدأت تنتقل من ولاية إلى أخرى، في وقت سجلت فيه ولايات العاصمة، خاصة أم درمان، أواخر مايو الماضي، تصاعدًا غير مسبوق في عدد الإصابات، وصل إلى نحو 2500 حالة، بينها 500 إصابة في يوم واحد فقط.
وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة في إقليم دارفور، الأمر الذي وصفته المنظمة بـ”التحول المقلق”، نظرًا للعدد الضخم من النازحين وغياب شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة.
وأكدت المنظمة تسجيل العدد الأكبر من الحالات في ولاية جنوب دارفور، حيث قامت بدعم مراكز لتعويض السوائل وافتتحت مركزًا جديدًا لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة بمدينة نيالا. وأوضحت أن مستشفى نيالا التعليمي سجل أكثر من 250 حالة منذ 27 مايو.
ودعت المنظمة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى التحرك العاجل لتوفير التمويل والإمدادات، وتمكين الكوادر من الانتشار في المناطق الأكثر تضررًا، خاصة جنوب دارفور.
وفي إطار جهود الدعم الدولية، وصلت إلى مطار بورتسودان طائرة مساعدات طبية تركية، محمّلة بـ 37 طنًا من المحاليل الوريدية والإمدادات اللازمة لمكافحة الكوليرا، في بادرة لاقت ترحيبًا من وزارة الصحة السودانية.
وفي الوقت نفسه، لا تزال ولايات مثل الجزيرة، سنار، نهر النيل، وشمال كردفان ترصد إصابات متفرقة، ما ينذر بتوسع الجائحة إذا لم تُعزز التدخلات الصحية بشكل عاجل.