غير مصنف

السودان: مزاهر رمضان تكتب: كيف تنتصر حواء على آدم؟

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

الحياة قائمة على الصراع ..لأن الحكمة من هذا الوجود هو الإبتلاء فكان لابد من الصراع بين الحق والباطل..وصراع من أجل البقاء ..صراع الدول..صراع الطوآئف والصراع ضد آفات الوجود مثل المرض والجهل والفقر..صراعات شتى تعطي الحياة وهجها ومعناها الحقيقي..فلا معنى للحياة إذا خلت من الصراع وحصلت على كل شئ فيها بلا صراع ما.
وأكثر الصراعات مشاهدة ومعايشة -بعد الصراع من أجل العيش – هو الصراع بين الزوجين!
بلا شك أننا نطمح في وضع طبيعي بين الزوجين ( بأن يكون هو الزوج وهي الزوجة) وأن تسير الحياة الزوجية في طريق المودة والرحمة لا طريق المحاكم ولكن الواقع يفرض نفسه ويصر أن تتحول الحياة بين آدم وحواء إلى قوي آكل وضعيف مأكول وإلى غالب ومغلوب وظالم ومظلوم..فإذا انتصر الزوج قهر زوجته واعتبرها خادمة لا زوجة وغمطها حقها وأذاقها صنوف الويل…وإذا رجحت كفة الزوجة فسترى آدم وهو (خارج التصنيف البشري) يرتجف من نظراتها النارية ويحرص أن لا تثير تصرفاته غضبها فيتكلم معها (بأدب) ويلبي رغباتها راضيا ( مبتسما) وقد تجعله يخاصم أهله من أجل عينيها فتعيش (ملكة) طول حياتها وكأنها هي (راجل البيت) وهذا النموذج موجود في كل مكان وزمان.
ومن منطلق أن الزوج المعاصر إن لم ( تتغدي به تعشى بك) فإننا نبصرك بالطرق التي تجعل آدم ( محترما) في معاملتك يراعي مشاعرك ويحسن عشرتك :
أولا : هناك أسلوب محرم شرعا وهو لجوء بعضهن للسحرة والمشعوذين و(عرق المحبة) وهذا الطريق يوصل صاحبته إلى مرادها ولكنه في الوقت نفسه يوصلها إلى غضب الجبار فهذا لا ينصح به إذ أنه لا ينم عن عقل. فليس من العقل أن نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.
ثانيا : السحر الحلال وهو يتمثل في عذوبة الكلام و( الخدمة الخمسة نجوم) والزينة والتغاضي عن الكثير وتمريره (يعني أبقي انتي العاقلة) ولابد في هذا الأسلوب من (تكسير التلج) ومعرفة ما يفضله في أنواع الأطعمة خصوصا إذا كان من النوع الذي تكون معدته طريقا مختصرا إلى قلبه وهذا أسلوب ناجع ومؤثر ويعطي ثماره مع كثيرين فتتحول خشونتهم إلى رحمة وشراستهم إلى مودة وهذا هو ما يسمى بحسن التبعل وهو عبادة تؤجر عليها صاحبتها ولكنها تحتاج إلى صبر وقدرة عالية على التحمل.
ثالثا : أسلوب اللسان السليط والقلب (الحار) وهذا يتطلب شجاعة وشخصية متسلطة وقوية..صاحبة هذا الأسلوب تقول ما تود قوله وتفعل ما تود فعله لذا تمنع عن نفسها كثيرا من الشرور والظلم..فإذا اجتمع لها مع (سلاطة اللسان) صوت جهوري ووظيفة ذات دخل عال وأهل يساندونها فإنها تستطيع أن تضيق عليه الخناق عليه حتى تتلاشى شخصية (الرجل) فيه إلى الأبد.
هذا الأسلوب الانتصار فيه هزيمة لأنه يفرز وضعا مقلوبا غير مقبول نفسيا ولا عاطفيا.
رابعا : أسلوب البرود و(الفتح) و(التطنيش) والإنشغال عنه تماما ومقابلة ثوراته وهياجه المتكرر بالصمت وعدم الإنفعال ثم الاستغناء عن خدماته ثم سحب (الامتيازات) وتحجيم العلاقة حتى يشعر أنه لا شئ وهذا الأسلوب إما ان يدفعه للزواج بأخرى تشعره بوجوده وإما أن يدفعه لتغيير سلوكه الذي أوصله لما لا يحتمله أي رجل وهو أن يشعر أنه كم مهمل و(وجودو زي عدمو) . فهذا الأسلوب سلاح ذو حدين.
خامسا : أسلوب التوازن والتعامل بردة الفعل وهذا الأسلوب فعال ومقبول يتم فيه تبادل الحقوق والواجبات بشكل ممتاز…لأن الزوجة فيه ترفع الزوج مكانا عليا إن كان (ود ناس) ويتقي الله في معاملتها…فإذا حاد عن الدرب خسفت به الأرض وردته إليها طائعا وديعا.
هذه هي الأساليب الشائعة في الصراع بين آدم وحواء…وما زالت الحرب سجالا بينهما وستظل قائمة فلتكن حربا نظيفة لا نستخدم فيها الأسلحة المحرمة والمحظورة.. ولا بأس بهدنة من أجل التفاوض والحوار وصولا إلى وضع يرضي الطرفين حتى لا يتأثر الأبناء الأبرياء من هذه الحرب الطويلة الأمد.

The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: كيف تنتصر حواء على آدم؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى