قنابل أوروبية في قلب السودان.. تسريبات تفضح طرقًا ملتوية وشبكات توريد غامضة
الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني
في تطور يكشف جوانب خفية من الصراع الدامي في السودان، أظهرت وثائق حصرية تمكّن فريق تحرير “مراقبون فرانس 24” من تتبّع مسار شحنة ضخمة من قذائف الهاون البلغارية “قنابل أوروبية”، التي انتهى بها المطاف في ساحات القتال بالسودان، على الرغم من الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى البلاد.
الوثائق تشير إلى أن القذائف أُنتجت في بلغاريا من قبل شركة “دوناريت”، لكن جرى تصديرها عبر شركة إماراتية مثيرة للجدل تُدعى “إنترناشونال غولدن غروب”، سبق أن ارتبط اسمها بتحويل وجهات شحنات أسلحة إلى مناطق نزاع، من بينها ليبيا.
وبحسب التحقيق، فإن الإمارات كانت المستلم النهائي الرسمي في وثائق الشحن، لكن قذائف هاون من نفس النوع ظهرت لاحقًا في مقاطع مصورة التقطها مقاتلون في السودان يوم 21 نوفمبر 2024، مما يثير تساؤلات جدية حول التلاعب بسلاسل التوريد وتورط وسطاء في إعادة تصدير السلاح دون علم السلطات.
الصفقة التي قُدرت قيمتها بنحو 50 مليون يورو، تضمنت أكثر من 100 ألف قذيفة من مختلف الأعيرة، وتعد من أكبر عمليات التوريد غير المعلنة التي يُعتقد أنها استخدمت لتسليح أطراف غير حكومية في نزاع مفتوح.
التحقيق يسلط الضوء على الثغرات القانونية والرقابية التي تمكن بعض الشركات من تجاوز القيود الدولية، وسط صمت الجهات الرسمية في بلغاريا والإمارات، وغياب أي توضيح بشأن مصير هذه الأسلحة بعد مغادرتها أراضي الاتحاد الأوروبي.