متابعات – الراي السوداني
في ظل الانتصارات العسكرية المتسارعة التي حققتها القوات المسلحة السودانية مؤخرًا، بدأت موجات العودة الطوعية للسودانيين من مصر تأخذ منحى غير مسبوق، حيث ارتفع عدد العائدين من 300 يوميًا إلى أكثر من 3000 خلال نهاية رمضان وأيام العيد.
التحرير الذي طال ولايات مثل الجزيرة وسنار، أعاد الأمل إلى آلاف النازحين الذين هربوا من جحيم مليشيا الدعم السريع، ما دفعهم إلى ترك الغربة والرجوع لأرض الوطن رغم الظروف الصعبة.
وأمام هذا التدفق الكبير، ناشدت القنصلية السودانية بأسوان المواطنين تنسيق مواعيد سفرهم لتفادي التكدس بمعبر قسطل – أشكيت، خاصة أن طاقة العبّارات اليومية محدودة.
من جهة أخرى، برزت مبادرات مجتمعية قوية لتسهيل العودة، مثل رابطة أبناء مدني بمصر، التي تكفلت بتكاليف سفر العشرات، فيما وفّرت السلطات المصرية تسهيلات غير مسبوقة، منها إعفاءات من الغرامات وتبسيط إجراءات العبور، خصوصًا للنساء وكبار السن.
الحنين إلى الوطن كان هو المحرك الأهم، كما تقول أماني، إحدى العائدات من القاهرة، مؤكدة أن العودة كانت حلمًا انتظرته طويلاً هي وأطفالها، رغم قدرتهم على البقاء في مصر. وتضيف: “بلادي، ولو جارت عليّ، تظل أعزّ وأقرب إلى القلب”.