الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
السودان: سهيل أحمد الأرباب يكتب: حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي
للاسف اكبر حزبين بالسودان وهما الاتحادى الديمقراطى وحزب الامة غير جاهزين ويفتقدان الكثير فى لعب مهمتهما فى ترسيخ الديمقراطية وقيادتها وترسيخ مبادئها.
فحزب الامة بقيادة الصادق المهدى تحول الى حزب يعبر عن اسرته الضيقة واهل بيته ويعانى من ضبابية رؤية مقارنة مع وضعه بعد ثورةابريل 1984 ويعانى من المواقف المترددة والمتغيرة فى خطه الاعلامى وتحالفاته السياسية المتحركة وغير الثابتة والتعبير عنها ويعانى مابين محاولة استعادة الثقة فى قواعده الشعبية ومابين التسليم بفقدها للابد نتاج متغيرات الواقع السياسي خلال 30سنة ومن ثم تحديد اهدافه المرحلية والاستراتيجية بناء على هذا الواقع بالاضافة الى معاناته من انقسامات فى صفوفه صنعتها ورعتها الانقاذ الى عدة احزاب تعبر عن الطائفة وامتد عذا التقسيم الى تعدد فى ولاءات اسرة المهدى وماتعنيه من رعاية وقيادة مركزية ومهمة فى مسيرة الحزب.
وبقدرة اكبر جزئيا ونوعيا يعانى الحزب الاتحادى الديمقراطى ويشكل غيابا شبه تام عن العملية السياسية الحالية الان الا من بعض الظهور لبعض تنظيماته المتعددة والمنقسمة الى عدة احزاب وولاءات داخل اسرة المرغنى حتى.
وقائد الحزب السيد محمد عثمان الميرغنى والمقيم بمصر منذ امد بعيد والتى يعتبرها موطنه الاول لولا امتداد مصالحه للسودان ولم يزور السودان حتى بعد انتصار ثورته وقد شكلت زعامته اثرا سلبيا فى تطور الحزب ونموه السياسي بعد ان تحول من دور الراعى الذى كان يلعبه ابيه الى دور الزعيم والقائد مما تسبب بابعاد الكثير من القيادات عن الحزب او انقسامها الى عدة احزاب بذات المسمى وهو ما ادى بالانتخابات التى تلت ثورة ابريل 1986 باحتلاله المركز الثانى رغم احرازه اعلى الاصوات اذ تعدد مرشحى الحزب بذات الدوائر الى مايقارب الخمسة مرشحين بالدائرة الواحدة وهو ما اضاع للحزب فرصة الانفراد بتكوين الحكومة واحرازه اكبر عدد من النواب بالجمعية التاسيسية رغم ان الوضع العام للحزب افضل عشرات المرات من الان وهو مايوحى الى تلاشى دوره الى الصفرية مع مرور الايام رغم انه يشكل حزب الوسط ذو الاغلبية التاريخية بحاضر السودان مابعد نيل الاستقلال وساهم مثقفية بدور كبير فى الحركة السياسية والثقافية بالسودان وساهم اعضائه من التجار بلعب دور عظيم فى امتداده عبر كل اقاليم السودان ودورهم التنموى والخدمى العظيم والمؤثر فى انشاء المدارس والمستشفيات وتنمية المدن مساهمة تجمع الاتحادين الفعال فى الثورة السودانية الحالية.
ولكن من خلال التطور السياسي السودانى خلال الثلاثون سنة من عمر الانقاذ وبروز حركات المناطق والهامش لتعبر عن نفسها وبواسطة ابنائها وهى عمق المعاقل الطائفية للحزبين بشمال وشرق وغرب السودان فلن يتبقى من واقع للاستمرار للحزبين فى ريادة العمل السياسي الى ان يتحولا الى حزبين يعبران عن الرؤية الوسطية بنطاقها العريض من يمين الوسط الى يسار الوسط فى خل قضايا السودان وفى ذلك تحدى سياسي وتنظيمى وفكرى عظيم بدلا عن السعى لاحياء ما اماته التاريخ السياسي الحديث بموت الطائفية واعادة بعثها الا كبعاتى وهو امر غير منطقى وغير محمود.
The post السودان: سهيل أحمد الأرباب يكتب: حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي appeared first on الانتباهة أون لاين.