رحمة عبدالمنعم يكتب :
الزرقاء..من النقد إلى الإشادة
الإعلام مسؤولية قبل أن يكون منصة للترفيه، وهو مرآة تنعكس فيها تطلعات الجماهير وطموحاتهم، ومعيار النجاح فيه ليس مجرد البث، بل التأثير والقدرة على ملامسة وجدان المشاهدين، عندما انتقدنا قناة الزرقاء من قبل، لم يكن ذلك لدوافع شخصية، كما حاول البعض الترويج، بل لأننا رأينا أن القناة لم تكن تقدم محتوى يليق بجمهور يبحث عن الجودة والإبداع، كنا نرى خرمجة في الأداء، وضعفاً في بعض الجوانب، وقلنا رأينا بصراحة، لأن النقد البناء هو الذي يصنع الفارق ،اليوم، نقولها بكل شجاعة: الزرقاء تغيرت.. تطورت.. وأصبحت قناة تستحق الإشادة.
القناة قامت بإجراءات إدارية محورية، وأعادت ترتيب أوراقها، وغيرت جلدها الهيكلي، وها هي الآن تقدم نفسها بثوب جديد أكثر نضجاً وحيوية، هذا التحول لم يكن مجرد تغيير شكلي، بل كان تحولاً جوهرياً في نوعية البرامج والمحتوى، ما جعلها تستحوذ على اهتمام ومتابعة المشاهد السوداني، خاصة في هذا الموسم الرمضاني المميز.
الموسم الرمضاني لهذا العام أثبت أن قناة الزرقاء لم تكتفِ بإصلاح مواطن الخلل، بل ارتقت إلى مستوى المنافسة بقوة، حيث قدمت مجموعة من البرامج الجاذبة التي تخاطب مختلف الأذواق، وجاءت دراما “أقنعة الموت” للمخرج المبدع أبوبكر الشيخ كواحدة من أقوى الأعمال التي تجسد واقع الحرب والنزوح، برؤية إخراجية احترافية تعكس مأساة يعيشها السودانيون كل يوم، هذه الدراما لم تكن مجرد عمل فني، بل كانت مرآة تعكس الألم والوجع الذي تعانيه الأسر السودانية بسبب الحرب، وهو ما جعلها تترك أثراً بالغاً في نفوس المشاهدين.
لا شك أن نجاح أي مؤسسة إعلامية مرتبط بالكفاءات التي تقف خلفها، وقناة الزرقاء استطاعت أن تكسب أسماء إعلامية وصحفية بارزة، مثل حسن إسماعيل ورشان أوشي، اللذين قدّما إضافة نوعية للبرامج الحوارية والمحتوى التحليلي ،كما كان للإخوة سيف حسن ومجدي عبدالعزيز وبخاري بشير وفضل الله رابح دور محوري في صناعة التميز داخل القناة، كلٌّ في مجاله.
ولا يمكن أن نتحدث عن هذا النجاح دون الإشارة إلى الرجل الذي يقف خلف هذا التطوير، رئيس مجلس الإدارة وجدي ميرغني، الذي له بصمات واضحة في نجاحات إعلامية سابقة، واستطاع أن يضع الزرقاء في مسارها الصحيح.
ما نشهده اليوم من تطور في قناة الزرقاء يجعلنا ندعو الجميع لمنحها فرصة جديدة، ومتابعة برامجها والاستمتاع بالمحتوى المميز الذي تقدمه ،القناة أثبتت أنها قادرة على المنافسة، وعلى تقديم إعلام مهني جاذب ومؤثر.
نقولها الآن بكل وضوح: الزرقاء تمضي في درب النجاح والتميز.. وأصبحت شاشة تستحق المتابعة بجدارة.