اخبار السودانتقارير وحوارات

نيروبي.. السقوط المرير لمسرحية آل دقلو

متابعات - الراي السوداني

تابعنا على واتساب

متابعات – الراي السوداني – لمرة الثانية، تعثرت خطط إعلان الحكومة الموازية لمليشيا الدعم السريع، حيث أُجّل التوقيع على الميثاق السياسي مجددًا، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”. الضغوط الكينية الشعبية على الرئيس وليام روتو، المتّهم بالتواطؤ مع المليشيا، إلى جانب التحركات السودانية التي بلغت ذروتها باستدعاء السفير من نيروبي، ألقت بظلالها على الحدث.

الأمم المتحدة والجامعة العربية حذّرتا من مغبة هذه الخطوة، معتبرتين إياها تهديدًا لوحدة السودان وجهود السلام، بينما لم تجد المبادرة أي دعم دولي، حتى من الإمارات، الراعية المفترضة.

داخليًا، رفضت قوى سياسية سودانية كبرى، مثل حزب الأمة القومي والاتحادي الأصل والمؤتمر الشعبي والحركات المسلحة، هذا التجمع، معلنة معارضته بكل السبل السلمية. في كينيا، استنكرت الأحزاب والصحف موقف روتو، ووصفت صحف محلية قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) بـ”الجزار”، ما حوّل التجمع إلى مهزلة سياسية تتسم بالخطب الفارغة بدلاً من إعلان دولة.

تناقضات وفوضى

ضم الحشد شخصيات متناقضة مثل تراجي مصطفى وصلاح سندالة، إلى جانب إبراهيم الميرغني، وريث دولة 56، الذي وقف على منصة تهتف ضدها. الهتافات المتضاربة كشفت انعدام التماسك، حيث توقف أحد النشطاء عند شعار “العسكر للثكنات” دون إكمال “والجنجويد ينحل”، في إشارة إلى الحرج الواضح. الخطب لم تقل فضائحية، فقد كشف برمة ناصر عن تمويل عبد الرحيم دقلو لنقل عبد العزيز الحلو وحركته، بينما أخطأ الميرغني في اسم دقلو ووصفه بـ”زعيم المناضلين” في مشهد هزلي.

غياب حميدتي وشكوك

غاب حميدتي عن الجلسة الافتتاحية، واكتفى المتحدثون بمدح عبد الرحيم دقلو، مع ظهور مقطع فيديو قصير يُزعم أنه له، ما أثار تساؤلات حول وضعه الصحي. مراقبون رأوا أن غيابه يؤكد الشائعات عن تدهور حالته، مشيرين إلى أن التجمع الذي أُريد به تقسيم السودان قد يصبح قبرًا سياسيًا لقائده.

بازار الفشل

تحول التجمع إلى ساحة تناقضات، حيث التقى النور حمد “التنويري” مع قادة مليشيا متهمة بالهمجية، وأصبح الميرغني حليفًا لمن يهتفون ضد إرثه، بينما تنازل برمة ناصر عن تاريخه العسكري لصالح خطابات التهميش. علاء نقد، الباحث عن الديمقراطية لدى آل دقلو، أكمل المشهد الساخر.

خاتمة

لم تصدر تأكيدات رسمية عن التأجيل، لكن موفد “واشنطن بوست”، حافظ هارون، أشار إلى تعليق الإعلان لأجل غير مسمى. يبدو أن المليشيا قد تبحث عن ملاذ آخر لإعلان دولتها، أو تكتفي بهزيمة رمزية تلوح فيها علامة نصر وهمية على أنقاض خططها المحطمة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى