اخبار السودان

شبكات التهريب العابرة للحدود.. كيف وصل ذهب دارفور إلى أسواق العالم عبر طائرة فاخرة؟

متابعات - الراي السوداني

متابعات – الراي السوداني – كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل عملية تهريب كبيرة للذهب غير المشروع، بدأت من دارفور بالسودان ووصلت إلى الأسواق العالمية عبر جنوب السودان والإمارات العربية المتحدة.

 

 

العملية اعتمدت على طائرة فاخرة من طراز بومباردييه غلوبال إكسبريس، وهي طائرة رجال أعمال طويلة المدى مسجلة في الولايات المتحدة، مما يبرز الدور الذي تلعبه الطائرات الخاصة في تسهيل عمليات التهريب عالية المستوى.

 

 

 

هبطت الطائرة في الخامس من مارس في مطار جوبا، عاصمة جنوب السودان، حيث أظهرت بيانات الرحلة أن على متنها ممثلًا عن ميليشيا قوات الدعم السريع السودانية، التي تُعد جهة رئيسية في تجارة الذهب غير المشروع. أثناء تحميل صناديق الذهب التي قُدرت قيمتها بحوالي 25 مليون دولار، أطلق الحمالون أصوات احتجاج غاضبة بسبب وزن الشحنة الكبيرة.

 

 

وبعد 90 دقيقة فقط، أقلعت الطائرة مجددًا متجهة إلى مطار خاص في الإمارات العربية المتحدة، حيث اختفت الشحنة فورًا في سوق الذهب العالمية، في عملية بدت أكثر سلاسة مقارنة بمحاولات تهريب سابقة.

 

 

 

الطائرة المستخدمة في هذه العملية لم تكن جديدة على مثل هذه الأنشطة، إذ تورط طاقمها في حادثة سابقة قبل سبعة أشهر في زامبيا.

 

حينها، داهم المحققون الزامبيون الطائرة بعد هبوطها وصادروا أسلحة نارية، مبلغ 5.7 مليون دولار نقدًا، و602 سبيكة ذهبية مزيفة، في قضية تشير إلى عملية احتيال واسعة النطاق. رغم ذلك، سارت رحلة تهريب الذهب من دارفور بسلاسة كبيرة، ربما بسبب شبكة معقدة من المسؤولين الأقوياء الذين ساعدوا في تسهيلها عبر عدة دول، وفقًا لوثائق الرحلة وشهادات أشخاص مطلعين على الصفقة.

 

 

 

بحسب الصحيفة، جاء الذهب من دارفور التي تعاني من نزاعات طويلة الأمد، مرورًا بمدينة واو في جنوب السودان، قبل أن يتم نقله إلى جوبا عبر طائرة ركاب تجارية تديرها المخابرات في جنوب السودان. من هناك، تم تحميل الذهب على الطائرة الفاخرة التي غادرت إلى أبوظبي بعد توقف قصير في أوغندا. الجدير بالذكر أن بيانات الرحلة أظهرت تسجيل شخصين فقط ضمن الركاب، على الرغم من أن الطائرة تتسع لخمسة عشر راكبًا، مما أثار المزيد من التساؤلات حول طبيعة العملية.

 

 

 

تشير هذه القضية إلى أن تجارة الذهب غير المشروع في إفريقيا تعتمد على شبكات تهريب متطورة تشمل مسؤولين محليين وإقليميين يتواطؤون لتسهيل مرور الشحنات. الإمارات، التي تُعد مركزًا عالميًا لتجارة الذهب، كانت الوجهة النهائية لهذه الشحنة، حيث توفر بيئة تسهل دمج الذهب غير المشروع في الأسواق العالمية.

 

 

 

تسلط هذه الواقعة الضوء على التحديات الكبيرة في مواجهة تجارة الذهب غير المشروع، التي تمول النزاعات وتدعم المليشيات في مناطق مثل دارفور.

 

 

 

رغم الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة، فإن التواطؤ المحلي والإقليمي يجعل من الصعب تفكيك هذه الشبكات، مما يتطلب تعاونًا دوليًا أكبر وتشديد الرقابة على مصادر الذهب والأسواق العالمية.

 

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى