كتب عبدالماجد عبدالحميد :
إلي الفريق ياسر العطا .. كُلكم تَبكُون .. فمن سَرق المصحف ؟!
في لقاءٍ جمعه بمجموعة من الصحفيين (المحترفين) والمشهود لهم بالمهنية الطويلة الممتازة ومعروف عنهم مواقفهم الداعمة للجيش وحرصهم علي أحاديث وأسرار المجالس ذات الطبيعة التنويرية الخاصة، أطلق الفريق الركن ياسر العطا تصريحات نارية جدد فيها هجومه علي عصابات ومليشيات التمرد وكلاب صيدها التي لاتزال مخندقة داخل مفاصل الدولة وأجهزتها التنفيذية .. وتعمل بتنسيق تام مع شركائها في شتات الحرية والتغيير يهدمون بطريقة ناعمة وممنهجة أركان الجهاز التنفيذي للدولة ويعملون ليل نهار لتحقيق أهدافهم ومراميهم تحت حماية ورعاية شخصيات نافذة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء وبصمت مريب من الأجهزة القانونية والعدلية القائمة ..
الفريق ياسر العطا كان يعني مايقول .. بل إنه طلب من أحد كبار الصحفيين بالوفد أن ينقل حديثه هذا لكل السودانيين حتي يكونوا علي علم بما يحدث تحت أرجل وأقدام الرجال الشجعان الذين يخوضون معارك حرب الكرامة ببسالة نادرة يقدمون الشهيد تلو الشهيد .. وفي الضفة الأخري تقف مجموعات الجنجويد المحمية بشخصيات نافذة لنهب البلاد وتخريب الاقتصاد .. والعطا سمّاهم بمؤسساتهم .. مجلس السيادة .. مجلس الوزراء .. وزارة الخارجية ..وزارة المالية .. الجمارك .. الضرائب .. وبنك السودان !!
قبل يومين تم نقلي من القضارف إلي بورتسودان بعربة تتبع لبنك السودان حيث أهدر محافظ البنك المركزي الذي يتهمه كثيرون بأنه جنجويدي وينفذ أجندة مليشيا التمرد السريع في بنك السودان .. هذا المحافظ شكل غرفة عمليات لضبطي واحضاري عبر مسافة 720 كيلومتراً للإدلاء بأقوالي حول مقال قلت فيه إن برعي أحمد الصديق من القيادات الفاشلة في زمن الحرب وهي الكلمات التي يري المحافظ المتهم بالإنتماء للجنجويد أنها تشين سمعته ..
كيف ستتصرف القيادة العليا للبنك المركزي مع تصريحات العطا القديمة والجديدة التي قال فيها بالصوت والصورة إن بنك السودان ( مليان بالجنجويد ) .. هل ستقوم الإدارة القانونية للبنك بفتح بلاغ إشانة سمعة ضد العطا أم ستكتفي بطريقة النعامة في الحروب؟!
البنك المركزي ليس وحده .. مجلس السيادة ذاته أمام إمتحان عصيب .. ومجلس الوزراء كذلك ..
ليس هنالك من يزايد علي دور ياسر العطا في الحرب الدائرة الآن .. وإذا كان بعض الطيبين والبسطاء وأنصاف المشفقين والناصحين يهاجموننا ويحرضون علينا بأننا نكتب وننتقد مظاهر ومعالم التراخي والفساد في الدولة ومفاصل أجهزتها التنفيذية لأن الوقت الحالي غير مناسب لكشف المستور وتسليط الضؤ علي كراسي ومخابئ الفاشلين وداعميهم من الخونة ومليشيات التمرد وكلاب صيدها .. إن كان الطيبون وأنصاف الناصحين يأخذون علينا مانذهب إليه لأن الوقت غير مناسب .. فماذا سيقول هؤلاء لياسر العطا رجل الحرب وقائدها في مياديين وجبهات المواجهة ؟ .. هل سيطلبون منه الصمت لأن الوقت غير مناسب أم يقفون بجانبه لطرد المليشيا وكلاب صيدها من أجهزة الدولة السيادية والتنفيذية ؟!
مما تحكيه كُتب اللطائف أن رجلاً وقف في محراب المسجد وألقي موعظةً وجلت له الأفئدة والنفوس ودخل الحاضرون في موجة بكاءٍ ونحيب .. لما فرغ الرجل من موعظته بحث عن مصحفه الذي لازمه سنواتٍ طويلة ولم يجده وكان قد وضعه بالقرب من موضع وقوفه حيث كان يعظ .. صاح في الحاضرين .. أيها الناس .. كلكم تبكون .. فمن سرق المصحف ؟!
أيها الجنرال العطا .. كلكم تشتكون .. فمن سرق المصحف ؟!
كاتب المقال انت لا تقل أهمية عن القائد ياسر العطا فهو في ميادين القتال بالزخيرة الحية وانت في ميادين كشف الفساد والمفسدين بزخيرة الوطنية والقلم المسلول، ولعمري حربك اشدة ضراوة وفتكآ من حرب القائد ياسر العطا فعدوه واضح بائن ام عدوك مدثر ومزمل ورغم كشفك لجزء منه فله اجزاء أخرى تحت الكتمان كجبل الثلج، فالاجهاد والأعياء والضنا يصيبك ضعفي ما يصيب القائد ياسر العطا، ربنا يوفقك ويسدد خطاك في سبيل إزالة العتمة وانبلاج فجر جديد على السودان