الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وهج الفكرة … مزاهر رمضان
قلبي على وطني هذا العملاق الإفريقي الممتد في دواخلنا عزا وفخرا ،هذا المارد الذي أنهكته الأزمات المتتالية والسياسات المتقلبة والتناحر القبلي البغيض….قلبي عليه وهو كلما عزم على النهوض أثقلته جراح القبلية والحزبية والمؤامرات التي تولد كل يوم وكأنها نبت شيطاني . ويا لهف نفسي عليه والعيد يأتي عليه هذه السنة بلا طعم ولا لون.
(العيد فرحة) فلماذا صارت أعيادنا حزينة ومفعمة بالمشاعر السلبية؟ هل تحس بفرحة العيد؟ إذا كانت إجابتك بنعم فبربك قل لي كيف تحسها وذكرى شهداء القيادة تلح على خواطرنا وتأبى مفارقة ذاكرتنا؟ كيف تفرح ومحاولات إفشال الثورة تصل حد ( إغلاق البلف) لتعطيش الناس وإثارة سخطهم !! كيف الفرح والفقر ما زال سيد الموقف في بلدي..الفقر وما أدراك ما الفقر وتوابعه الإجتماعية والصحية والأخلاقية ومآسيه وقصصه الموجعة!
أنى يعرف الفرح طريقه إلى قلوبنا الخائفة من الوباء الذي انتشر انتشار النار في الهشيم !! كيف تفرح والاقتتال القبلي والخلافات السياسية لا تنتهي إلا ريثما تشتعل من جديد؟؟؟ مللنا هذا الكابوس المستمر…مللنا الفرح المبتور والأحلام التى تتأبى على التحقيق…
حتى أطفالنا هذه السنة ستتأثر فرحتهم بعيد يمر دون لهو ومراجيح وترفيه…مساجدنا، مدارسنا ، أسواقنا جامعاتنا شوارعنا كلها يخيم عليها الصمت والخواء…الغلاء الذي يمد لسانه لجيوبنا الخاوية..الأحباء الذين فقدناهم والذين افتقدناهم حد الألم…تقزم النجاحات وتفاقم الإخفاقات والمستقبل المجهول الذي نخشاه .كل ذلك يجعلنا نردد مع المتنبي عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد !
نفوسنا تهفو للفرح ( عاوزين نفرح). دعونا نفرح بطريقة ما…دعونا نتناسى همومنا وأوجاعنا ونعتسف فرحة تغسل دواخلنا…دعونا نتشبث بالأمل فلا شئ يحيينا سوى الأمل…ولنعظم شعيرة العيد بما هو متاح من معطيات الفرح الممكنة…ولتكن تهنئتنا للآخرين بالعيد مفعمة بالصدق و(الحنية) فالآخرون ليسو هم الجحيم وإنما هم الأيدي التى تواسي جرحنا وتداويه وهم المشاعر التي تعيننا على الإحتمال..فليخلق كل واحد منا فرحا مع من حوله يساعده على احتمال القادم من الأيام وعسى القادم خير…وكل العام وأنتم بخير.
نقطة أخيرة
احمل الأمل في صدرك واحذر أن تجعله خاويا منه…غدا أفضل بإذن الله.
The post بأي حال عدت يا عيد !! appeared first on الانتباهة أون لاين.