كنت قد علقت في بعض الوسائط حول قرار وزير الثقافة والإعلام بإعادة ممارسة نشاط قناتي العربية والحدث ( لا أدري أن شمل القرار قناة سكاي نيوز أيضا أم لا؟. ) وذلك عقب قرار من نفس الوزير (المختص) قضى بإيقافها في الثاني من شهر أبريل ٢٠٢٤م الجاري بالآتي: ( الصياغة الصحيحة لخبر إعادة عمل قناتي العربية والحدث في السودان هي: “السماح لقناتي العربية والحدث بممارسة النشاط في السودان عقب إكمالها إجراءات الترخيص بمزاولة العمل” )…
– استدراكا مني بعد الرجوع إلى نص حيثيات القرار الصادر من الوزير جراهام عبدالقادر فإن قراره بالإيقاف جاء مرتبكا ومشوها، فقد ذكر السيد الوزير حيثيات قراره جاءت بناء على موجهات مطلوبات المهنية والشفافية في العمل الإعلامي ومصلحة المواطن السوداني وقيمه ثم عاد وذكر في محتوى (القرار) أنه تم وفق سببين رئيسيين:
– الأول: عدم التزام القنوات بالشفافية والمهنية المطلوبة.
– الثاني: عدم تجديد تراخيص ممارسة العمل الإعلامي في البلاد.
– بالرجوع إلى الحيثيات فإن القرار قد بني على خلاصة جوهرية .. الأولى: مخالفة موجهات (المطلوبات المهنية) وقد ذكرها القرار نصا في فقرة: (عدم التزام القنوات بالشفافية والمهنية المطلوبة) وهي بالتأكيد موجهات قانونية وإدارية نصت عليها القوانين واللوائح المنظمة لممارسة العمل الإعلامي الخارجي في السودان ومخالفتها تستوجب العقاب أو الإنذار أو الإيقاف أو التجميد وآخرها الإغلاق وسحب التراخيص.
– الشق الآخر من الحيثيات يتعلق بمصلحة المواطن السوداني وتنحصر في: (مطلوبات الشفافية والقيم الأخلاقية) وهذا الجانب يتعلق بأخلاقيات المهنة والإفصاح عن الخط الإعلامي تجاه البلد المضيف لمكاتب القنوات الإعلامية المستضافة واثره على المتلقي ، حيث لا بد لمتخذ القرار أن يكون محيطا بدواعي اتخاذ قراره ، لان مخالفات منظومة (الشفافية) تنحصر في ممارسة التدليس والتزوير المعروفتين ب (الفبركة الإعلامية) عن قصد ، وتبني خط إعلامي مضلل يتسبب في انتهاك جدار الأمن القومي للبلاد، اما مخالفة منظومة (القيم) تمارس بقصد انهيار المنظومة الأخلاقية وطمس الهوية وتفكك النسيج الاجتماعي وإذكاء روح الفتنة والترويج لمقدرات العدو.
– أسئلة نوجهها لوزير الثقافة والإعلام الأستاذ جراهام عبدالقادر لعلنا نجد إجابة شافية لما يدور بذهن المواطن البسيط:
– السؤال الأول: لماذا تم إيقاف قنوات العربية والحدث وإسكاي نيوز؟.، ولماذا تمت إعادتها للعمل بغض النظر عن صحة أو خطأ القرار؟. إن كان (عدم تجديد الترخيص) سببا في وقف ممارسة القنوات المذكورة لانشطتها (اذن) لماذا الضوضاء وادعاء البطولات بذكر حيثيات (مضللة) في محتوى قرار الايقاف وأنتم من تملكون في وزارة ( الإعلام ) ناصية أحكام (الصياغة) وعدم الخروج عن المضمون بكلمات لا تعبر عن محتويات القرارات.
– السؤال الثاني: هل تجاوزت وزارة الثقافة والإعلام وعفت عن ممارسة القنوات الموقوفة لمخالفة منظومة الشفافية والقيم الأخلاقية واكتفت بالعقوبة التعزيرية واعادتها للعمل باكمالها لاجراءات تجديد الترخيص؟. إن كان ذلك كذلك (على الدنيا السلام) فإنه اتهام موجه للوزير وأجهزته المختصة بإلحاق الضرر بالأمن القومي السوداني والإمعان في انهيار ممسكات الأمن الاجتماعي والثقافي بالبلاد والتواطؤ مع القنوات الفضائية التي وصمها قرار الوزير بمخالفة القيم السودانية ، وبالتأكيد إن لم يفصح الوزير عن أسباب أخرى فهو متهم بمواد قانونية يحاكم مرتكبها بالإعدام في ميدان عام…