ألبوم
تتنزل كما غيث السماء فوتغرافيا الحياة صورا ملونه وبالأبيض والأسد قبل إختراع الكاميرا مخزونة فى الأعماق ومضمومة فى الوجدان ، محيا جدى البدوى يتراءى امامى لحما ودما إنسانا قرنيا استجمه من روى وقصص متواترة بعضها حقيقة وغالبها أخيلة . ألبوم من الصور تتزاحم فى الذاكرة بسعة قيقاتها البشرية غير المحدودة ، أجمل الصور لشخصيات ومواقف لم نعاصرها فنترسمها من أفواه المؤرخين والمدونين ، إستبقوا اختراع الكاميرا والفوتوغرافيا بالتشكيل والإختطاط بالألوان وقبلها بالخربشة على لحى الأشجار والنحت على اصلاب الجبال . مؤرخون وروائيون ومبدعون من كل لون وضرب إلتقطوا صورا لألبومات البشرية تعجز كل من يحمل جهازا أيا كان ولو أحدث كاميرا آخر صيحة وصرعة عن الإيتاء بمثلها مالم يكن فنانا متوافرا متواترا مبدعا عن مبدع بجينات الوراثة أو بتقفى الآثار وتتبع خطى علماء صور الفوتغرافيا بلا كاميرات . محمد تركى مصورا.
سواكن
ولشعراء أفذاذ تنسب صورا بديعات مستخرجة من معين دفاق يفوق الأخذ بالكاميرا حتى لأزمنة وامكنة وقفوا عليها حية أو طليطلات ، صورا ناطقة معبرة بألسنة الكلم مُروحة باستلهام ما فى الأخيلة . مخترع الكاميرا تفنن بزيادة ألسن التصوير وإعجازها عن مجاراة الإلتقاط فى رمشة عين التقاطا لم يسبقها عليه خيّال ونحّات ورسّام وكتّاب . من أجمل الصور المحببة لدى عن مواضى وحواضر سواكن لبديعنا مبارك المغربى البوم بالغ الخصوصية يزخر بما يعجز إلا غير متسلح بالكاميرا . محمد تركى مصورا . وما اجمل تصوير مُلهم ينسب للشاعر اليوناني أندرية فورياديس ترجمته للمعنى ولا ترقى لحلاوة لغته الأم :
لو كان عندي يا سواكن سحر سليمان …
أو .. كنت نبيا أو ساحرا ينطق الأحجار….
لأنطقت فيك الصمت ونفضت عنك الغبار..
أنني رجل مغترب أرى فيك غربة التاريخ
أنني أرى نقوشا قديمة تربطني بك ..
أنني لا أبكيك…
ولا أبكي الأكربول أو معبد (دلف)
لكنني أذكر التأريخ ..
أرى بلقيس تطوف في حبات الرمل
هل يا ترى سألت نفسها عن سليمان؟
أم الجن وعرائسه تمنعها من ذلك؟
لقد نسيت ذلك السؤال.
الناطقة
وتبقى الحياة باتفاق أعظم من التأريخ إلا سودانيا ! والتوثيق والتصوير سر ديمومة الحياة حتى أجل معلوم ، لم نستفد من صور لحملة كاميرات الخيال والإبتداع والرسم والتنطيق بالكلمات والتقطير للندى زخات على صفق الأشجار . ولا ولم نستفد من فن التصوير الفوتغرافى وأسماء وأسماء مرت من هنا وهناك ولكن لاحياة لمن تنادى إلا لمن تعظموا بهم . محمد تركى مصورا . زعماء برزوا للناس بالصور وبمواصفات يتوافر عليها موهوبون يتخذون منهم وسائل للإيصال والإعلام منفصلة . صورة تغنى عن صحيفة وتغطية واسعة متى كانت ناطقة . أصحاب إستديوهات التصوير الفوتغرافى الأُول تباروا بوضع اللقطات البورتريه والمناظر المميزة على الواجهات تعبيرا عن براعة و للفت الأنظار وللإجتذاب . ولو تفرغ مؤرخ للتوثيق لهذه الحقبة لنال قصب السبق بالإشارة لأهمية الصور المأخوذة باحترافية لحفظ التاريخ لصالح الحياة وليس خصما عليه بترك المسرح خاليا لكل مضلل وعابثٍ ينجح فى تظليل الحقائق المجردة . ولو تفرغ لفطن الجميع على حيل لحفظ آمن كل ما غار مغول وتتار . ومع توفر أيسر الطرائق للتخزين نفقد فى رمشة عين كل شئ . وما أجمل وأخلد رمشة العين تلك بكاميرا صوت زيدان إبراهيم . محمد تركى مصورا بارعا.
الأقوى
صور نختزنها وأخرى نعيدها كما يعيد المغنى صورة للأصل خائف عليها وبتذكارها فى العيون . فالصورة إذن تبقى اقوى والأصل قد يموت واهميتها هى الأعلى والمطالبة بالإستعادة لازالت مستمرة . مصورو الميديا ما أروعهم ومرورى على المئات منهم زهاء أربعين سنة ، من أروع فاروع حتى مرورى حاليا ببورتسودان بمصور مختلف محمد التركى المترعرع فى المهنة بحب منذ نعومة الأظفار خريجا مؤهلا ومتتلمذا على أيدى أساطين فى فن التصوير مترعا بالموهبة . تركى مشهود له بالدقة والتفانى مع الصورة بروتريه ومشاهد ويزعجه ما واقعت عينه صورا ضعيفة البنية هشة اللحم والسداة . لم يكتف بالمحليه مستفيدا من علاقته العملية المهنية بوزارة الداخلية والإدارة العامة للشرطة ملفتا أنظار القادة لبراعته فى إلتقاط الصور المغنية عن التعبير . ويميز تركى حصوله على شهادة مصور محترف دولى من جمهورية تركيا هذا غير ثقافته الواسعة وإحاطته بالمشهد الصحفى والسياسيى والثقافى والمجتمعى . ويعجبنى فيه صبره على القراءة والإطلاع بتبحر وقدرة على النقد . كارزيما خاصة صديقنا التركى فى فن التصوير الشامل حتى المختص بالعمل الشرطى والفنى والتوثيقى مستلفتا باعجاب أنظار وإهتمام وزير الداخلية خليل باشا سايرين ومدير عام الشرطة خالد حسان من يلهج بشكرهما وثنائهما على دعمه إهتماما بدوره مصورا نازحا منكوبا فاقدا لكل أدواته وأسلحته .ويلهج لسان التركى بالشكر لمختلف القيادات لما يلاقيه من عون ودعم ويخص العقيد نميرى نائب مدير المكتب التنفيذى للوزير لتفهمه الكبير لدور الإعلامى مصورا ومحررا وكاتبا
المعرض
وما امتع اللقيا بتركى مصورا لمناسبة أو فاعلية أو متخذا لك لقطات لمهام متعددة ، يتعامل مع الصورة لدى إلتقاطها كائنا حيا من لحم ودم وروح ، وقفتك لفتتك نظرتك جلستك بمقياس تركى الدقيق وانفعالاته لشتى الأغراض ،جمّل مناسباتك باستدعاء صديقى التركى فيمنحها لك طعم ولون ورائحة، الكل يبتسم فى وجه التركى ليهتف مع كل صورة كما لاعب كرة عند تسجيل هدف ذهبى . لديه دخلة خاصة لساحة اى عمل مميزا بتأبط أدوات مهنته المعوضة بتعاون مقدر بأحدث الأجهزة للإلتقاط وللمعالجات البعدية والتعويض يحبب صلته بروح شرطيته . فى إفطار رمضانى بنادى الجمارك بترانزيت ينشغل التركى كل ما أرصده عفوا بعيدا عن الناس بالتقاط مشاهد ساحلية فى حينها معبرة نواة لمعرضه الفوتغرافى الأول الذى إقترحت عليه قيامه بينما انا وهو خارجان مصادفان معرضا لشباب تشكيليين هواة ومحترفين ، توقفت لدى الشباب مسائلا عابرا حتى فاجأنى التركى بلقطات مع شباب التشكيل وسط لوحاتهم آيات من الحسن والجمال دعمت بها هاهنا المقال . اقترحت على تركى تنظيم معرضه الأول للتصوير الفوتغرافى بنادى الجمارك ليخرجن مما نحن فيه ويقينى أن الوزارة والإدارة العامة للشرطة والزملاء ومجتمع بورتسودان العريض سيدعم قيام معرض التركى سنة غير منقطعة يقفوا بها على منتهى المتعة والإبداع.