آخر ما كتبه الامام الراحل ( الحبل الرابط بين التطبيع و التقطيع و التركيع )
لا اختلاف فى ان حزب الامة حتى رحيل الامام الحقانى رحمه الله كان حزبآ وسطآ يختلف اهل السودان و يجتمعون لديه
توقيع حزب الامة ضمن – تقدم – على اتفاق اعلان سياسى مع المليشيا المتمردة خلع كل المسامير
حمل رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمدان حمدان دقلو (حميدتي)، مسؤولية نتائج ما وصفه بالتعبئة العنصرية وتحشيد أبناء الشعب ضد بعضهم البعض ، واعتبر برمة ما حدث في الدلنج بولاية جنوب كردفان بداية تفكيك السودان، وأشار إلى أنها نتيجة حرب البرهان وحميدتي والتحشيد الإثني، وبحسب التغيير أدان برمة ناصر الصراعات الإثنية والقبلية، وشدد على أن حزبه سيقاوم محاولات تمزيق السودان بكل ما أوتي من قوة ، وأضاف رغم تاريخ الحروب الذي تجاوز الـ50 عاماً في السودان إلا أن حادثة الصلب التي حدثت في الدلنج شئ يحدث لأول مرة ومؤشر خطير (مس اللحم الحي) ، وناشد رئيس حزب الأمة المكلف جميع قواعد حزبه من كل قبائل السودان في (غربه وشرقه وشماله وجنوبه) بالابتعاد عن قتال بعضهم البعض وتجنب القتال الإثني ، وقال: أطالبكم بالوقوف صفاً واحداً ضد الصراع الاثني، مؤكدآ أن الشعب سيقرر مصيره ويقف ضد كل من يلعب ضد مصير السودان ، ووصف برمة المهدية بـ (مسمار النص) بين أهل الغرب والبحر، وأشار إلى جمعها كل الشعب السوداني، وحذر في الوقت نفسه من دعوات الانفصال وكل ما يفتت السودان ،
لا اختلاف فى ان حزب الامة حتى رحيل الامام الحقانى رحمه الله كان حزبآ وسطآ يختلف اهل السودان و يجتمعون لديه ، و كان للامام رأى واضح فى التهديد الذى يمثله ( الدعم السريع ) على الاستقرار فى السودان ، بل كان يعتبره الخطر الاكبر بين اخطار كثيرة ، و كان يقف بحزم ضد التطبيع مع الكيان الصهيونى و لعل آخر ما كتبه ( الحبل الرابط بين التطبيع و التقطيع و التركيع ) ، و افتتحه (تكونت اسرائيل بشعار شعب بلا أرض ،لأرض بلا شعب -أكذوبة- فسكان الأرض المعنية يسجل التاريخ لهم وجود منذ 3 ألف عام قبل ميلاد السيد المسيح ) ، و ختمه بقوله (اما الذين يساومون بالوطن فنقول لهم مقولة صاحب المولد صلى الله عليه وسلم عن معاذ بن جبل قال: ثلاثٌ مَن فَعلَهُنَّ فقَد أجرمَ- مَن عقدَ لواءً في غيرِ حقٍّ، أو عقَّ والدَيْهِ أو مشَى معَ ظالِمٍ يَنصرُهُ ) ، رحمه الله ، فقد افتقده حزب الامة ، و فقدت برحيله الساحة السياسية احد حكماءها و مفكريها ، و انخرطت بلادنا فى التطبيع ، و تهافت قومنا فى ايهما اكثر قربآ و مودة لاسرائيل ،
برمة ناصر يوصى قواعد حزبه ( حزب الامة القومى ) بالابتعاد عن قتال بعضهم البعض و تجنب القتال الاثنى ، فهل يؤكد ذلك انقسام حزبه على اساس قبلى و اثنى ؟ و هل يفسر هذا انقسام قواعد حزبه فى الموقف من الحرب على هذا الاساس ؟ و هل استعادة مصطلح ( اهل الغرب – و اهل البحر) يقف دليلآ على ذلك ؟ و هل وقوفه فى ( المنزلة بين المنزلتين ) فتح الباب لهذا الاصطفاف الاثنى و القبلى على حساب الموقف الحزبى المتماسك ؟ ربما كان اصطفاف قواعد و قيادات من حزب الامة فى صفوف المليشيا المتمردة على اساس القبيلة احد مظاهرفشل السيد رئيس الحزب المكلف برمة ناصر فى الابقاء على حزب الامة حزبآ قوميآ وسطيآ وتبديد ارث و تاريخ حزب الامة كأحد اهم و اكبر الاحزاب السودانية ،
مع الاسف فان السيد برمة خلع مسمار النص بعد مفارقته لخط الامام رحمه الله ، و لقصورفى الرؤية الكلية لقومية الحزب و دوره الوطنى ، و جه رسالة لقواعد حزبه بعدم الانجرار للقتال الاثنى بعد فوات الاوان ، و هو يعلم و منذ البداية ان هذه الحرب انها قد اعلت من شأن القبيلة على حساب الثوابت الوطنية ،لدرجة انخراط قيادات حزبية فى القتال و التعبئة و التحشيد لصالح مليشيا الدعم السريع ، بالاضافة الى ضبابية موقف الحزب من الحرب و توقيعه ضمن – تقدم – على اتفاق اعلان سياسى مع المليشيا المتمردة ، برمة ناصربهذا التوقيع عقدَ لواءً في غيرِ حقٍّ، ومشَى معَ ظالِمٍ يَنصرُهُ ، السيد برمة خلع كل المسامير، بما فى ذلك مسمار النص ،
14 يناير 2024م