يبدو من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وتأكيدات رئيس الإيقاد وليام روتو الرئيس الجيبوتى ، أنهم توصلوا لإتفاق يقضي بأن يجتمع الزعيمان الجنرلان البرهان وحميدتي وجها لوجه ربما قبل نهاية العام الجاري في عنتبى لوقف الحرب في السودان ..؟!.
ولكن هل صحيح أن حميدتي حيا فعلا مثلما قال مناوي وذهبت أمريكا والإيقاد ، وجاهز للقاء البرهان في أي مكان تحدده الإيقاد مثلما جاءت موافقته مكتوبة حسب المصادر ، وهل سيكون اللقاء بين الرجلين مباشرا وجها لوجه وليس ذكاء إصطناعيا ، وليست مجرد حيلة لأجل اللقاء مع شخصا آخرا من قيادات الدعم السريع غير حميدتي نفسه تحت مزاعم ظروف قاهرة حالت دون حضور الرجل البعاتي ..؟!.
وليس بعيدا عن ذلك قالت الإيقاد إنها تسلمت موافقة الجنرال البرهان، مشترطا فيها لقاء حميدتي شخصيا لوقف إطلاق النار في البلاد وخروج قوات الدعم السريع المتمردة من منازل المواطنين والأعيان المدنية وفقاً لإتفاق جده ، الذي تواجهه معضلة تمدد الحرب بالولايات وعليه أصبح مساكن المواطنين ليس حكرا علي الخرطوم لوحدها فحسب بل يشمل الكثير من مدن السودان .
ولكن علي البرهان أن يتحوط للوضع الجديد الذي إكتسبت فيه قوات الدعم السريع مكاسب جديدة ووضعا ميدانيا جديدا أصبح لها وجود وإمتيازات علي الأرض في أكبر ثلاثة ولايات في البلاد (الخرطوم، الجزيرة ، جنوب دارفور) تمتاز بوضعها الإسترتيجي والسكاني والإقتصادي الجيد ، ولم يتوقف الأمر عند مدني فحسب بل أصبحت قواته تهدد كافة ولايات السودان لاسيما الوسط والشرق والشمال ..!.
المتابع يجد أن كافة الإدانات الدولية والإقليمية والداخلية ضد إنتهاكات قوات الدعم السريع لم تتجاوز نشجب وندين ونستنكر مما شجعها لأن تتمادي في غيها ، وبالتالي في تقديري الخاص أن التفاوض أفضل من هذه الحرب المجهولة بشرط وقف إطلاق النار نهائيا ، وبالتالي ليس مهما مع من سيجلس البرهان إن كان مع حميدتي أو عبد الرحيم أم حسبو أو غيرهم ، وليس مهما ما إن كان بصفته رئيسا لمجلس السيادة وقائدا عاما للجيش أو الأخيرة فحسب ، مادام أن اللقاء سيوقف الحرب ..!.
بل المهم أن يكون من يجلس معه البرهان قادر علي السيطرة وفرض سلطته علي قوات الدعم السريع التي تشعبت وتشربكت فيها الخيوط وحدث مافيها من إحلال وإبدال فقدت 95% من قواتها الأساسية وهنالك تحولات جديدة وواقعا ميدانيا جديدا ، وبالطبع ليست بذاتها قوات الدعم السريع ما قبل 15 أبريل 2023 .
التكهنات نفسها تتوقع تمرد داخل قوات حميدتي ربما من قبل قوات عرب الشتات لتباين الأجندات ، وليس كيكل الذي أصبح سيدا بالدعم السريع وله قوات معتبرة ببعيد وهو يهدد ويحذر من تجاوزه في التفاوض أسوة بالحركات المسلحة ولعله يقصد إتفاق جوبا وكذلك أبوشتال وسفيان وشيريا وبرشم وغيرهم كثر ..!.
وبالتالي فإن المعضلة الكبرى هل لدي حميدتي تفسه الآن السيطرة الكاملة علي كل هذه القوات التي تقاتل تحت أهداف شتي مختلفة تجمعت لها من شتات الأرض وجمعت إليها في صفوفها الغاضبين وجماعات تقاطعات المصالح والمجرمين والنهابين والإرهابيين والخارجين عن القانون لأجل مكاسب ذاتية وأهداف خاصة طابعها السلطة والثروة والمال والأرض ..؟!.
وهل أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة والإتحاد الأوربي والإتحاد الأفريقي والإيقاد نفسها قادرون علي الضغط علي إيقاف نفوذ دولة الإمارات والكيان الإسرائيلية المتمدد في الحرب في السودان وقوات الدعم السريع نفسها ..؟!، وهل يعمل هؤلاء حقا لأجل إستقرار السودان ووحدة أراضيه لأجل حكم ديمقراطي بإنتخابات حرة تحت رقابة دولية بعيدة عن التدخلات السالبة .. ؟!، فإذا كان كذلك يجب أن يكون اللقاء اليوم قبل غد لأجل الوطن وإلا سيكون لكل حدث حديث ..!.
الرادار .. الأحد 24 ديسمبر 2023 .