سالت نفسي لماذا يحب هذا الشعب مصر؟!
سؤال مهم لايمكن تجاوزه ولايمكن باي حال من الأحوال وضع إجابة محددة ولن نذهب إلى تاريخ طويل من الجوار والعلاقات المصيرية بين شعبي وادي النيل منذ التاريخ الحجري القديم وهي علاقات ثقافية اقتصادية في المقام الأول لم تتأثر باي شكل من الأشكال باي متغيرات سياسية مهما كانت الأسباب وذلك لدخول العلاقة مرحلة التصاهر والنسب الذي لم ينقطع بل تمدد الي ما لا نهاية .
ثم هذه الثقافة ذات التاثير لجيل عريض من الشعب السوداني في جيناته الثقافة المصرية الراقية ومصر منارة ثقافية لا يمكن تجاوزها كان لها من التأثير الكثير في مسار التعليم في السودان وتاريخ تلك البعثات المشتركة بالإضافة إلى الذاهبين الي مصر للدراسة في الأزهر الشريف منارة الإسلام .
عززت هذه العلاقة الرغبة الكبيرة من الجهات الرسمية في مصر في تكامل حقيقي وتقارب مشترك كانت نتائجه واضحة خلال الخمسة أعوام الأخيرة في كافة المجالات والتفاصيل المعلومة منها الاقتصادي والتنسيق السياسي وأهمها إكمال المشروعات المشتركة مثال الربط الكهربائي إضافة إلى تعزيز التنسيق في ملف سد النهضة والملفات ذات الصلة وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمعاملة السودانيين باخوانهم في مصر في تقديم الخدمات وهو ما لا تحظى به أي جنسية أخرى في مصر ولذلك فإن الشخص العادي يدرك بدون تنبيه ان هذه العلاقة فيها من الخصوصية الكثير وهو امر يدركه كل السودانيين الموجودين في مصر وهي حقيقة يمكن التأكد منها.
على هذه المعطيات كانت الدبلوماسية المصرية موفقة في اختيار من يمثلها في السودان بشكل واضح جدا ولدينا نماذج كثيرة كانت من التوفيق بمكان حظيت بحب السودان واهله لأنهم كانوا جزء من النسيج الاجتماعي أمثال السفير السابق حسام عيسى وسعادة السفير أحمد عدلي أمام وهو رجل اجتماعي من الدرجة الأولى ويحب السودان بشكل غير طبيعي ومن ثم وقع اختيار القاهرة على السفير هانى صلاح.
والسفير هاني صلاح رجل مثقف يعرف قدر السودانيين ومحبوب وهذا الأمر لا اختلاف فيه وثيق الصلة بالناس متاح للجميع ووقفنا معه خلال السبعة أشهر الماضية على الدعم الإنساني الكبير الذي قدمته مصر للسودان برا وبحرا كان آخره وصول السفينة ابوسمبل بتوجيه مباشر من الرئيس الذي يقف على ملف الدعم الإنساني المصري للسودان بنفسه.. ويوثق السفير هانى صلاح بكلمات مرتبة مكانة اهل السودان في مصر ويعرف هذا التاريخ الممتد الذي كنت قد وثقت له في مقال حصري على موقع عربي بوست حين تناولت التاريخ المشترك والقواسم الثقافية ذات الملامح الواحدة منذ العصر الحجري القديم مروراً بالعصر الحجري الاوسط والحديث في علاقات ممتدة بها ما بها من أحداث تم تسجيلها على جدران المعابد ووثقه الرحالة خرخوف في رحلاته الاشهر الي بلاد النوبة هذا غير الثقافة الراسخة في أذهان جيلنا جيل الثمانينات التي تلقيناها من مصر الخير ونحن في مقام شهادة نحن مسئولين عنها اخلاقيا في حق الرجل ولا نريد الدخول في أمور أخرى سوي اننا نقول ما عهدناه في مصر الدولة وهؤلاء الدبلوماسيين الذين عهدنا فيهم ما ذهبنا اليه.
وغير هذا وصلنا إلى بورتسودان ومكثنا فيها ماشاء الله لنا ثم عدنا الي وسط السودان الجزيزة ونحن نحمل تقدير لا يوصف لأهلنا في شمال الوادي وتحديداً للدبلوماسي الشاب السفير سامح فاروق الذي قلنا فيه شهادة الحق والتاريخ لنوثق هذا العمل الجيد وهذا السلوك الراقي في تقديم كل الممكن في ظروف استثنائية يمكن أن تعمل فيها أي سفارة في بلد يعاني من ويلات الحرب فقدموا هذا النموذج الذي يشكرو عليه بشكل كبير وهو مجهود لا يمكن التقليل منه باي شكل من الأشكال.
يظل هذا الملف واحد من الملفات المهمة للشعب السوداني وننتظر أدوار أكبر للأخوة في مصر في ما يلي وقف الحرب وإعادة الأعمار وهذا الأمر يمكن له ان يتم بشراكة بين الجانبين وقد ابتدرته مصر من وقت مبكر وسط الدول العربية لتقوم بالحشد اللازم لمؤتمر عربي لإعمار السودان بعد انجلاء هذه الأزمة في القريب العاجل بإذن الله تعالى..
دمتم ونلتقي بحول الله،،،