محفوظ عابدين .. الدعامة والقحاتة “من الحب ما قتل”
القرارات المميتة التي استهدفت مليشيا الدعم السريع من قبل الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على الرجل الثاني في المليشيا عبد الرحيم دلقو،والقرار الذي أصدره رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بمرسوم دستوري بحل قوات الدعم السريع المتمردة ،كانت تلك القرارات أكثر (إيلاما) و(ألما) على قيادات الحرية والتغيير من الدعم السريع نفسه والمستهدف بتلك القرارات،والسبب قد يكون واضحا لأن معظم قيادات الدعم السريع التي تحمل رتبا رفيعة قد أصبحت في( ذمة الله )،ومن ظل منهم على قيد الحياة قد هرب وليس في الامر حرج فقد هرب قائدهم عبد الرحيم دقلو ،الامر الثاني لم يعد للدعم السريع هيئة قيادية تدير معركتهم أن كانت من أجل (إعادة الديمقراطية) او(دحر الفلول والنظام السابق) أو (محاربة دولة ٥٦) ,وبالتالي انقطعت العلاقة بين قيادة المليشيا وقاعدتها التي انشغلت بالنهب والسلب والقتل بعدما تبددت أحلامها في الحصول على المرتبات ااضخمة التي وعدوها بها بأن ينال الفرد منهم مبلغ( ٧٠٠ ألف جنيه) في الشهرعلى الأقل، وفقدت قواتهم الأمل نهائيا في الحصول على تلك الامتيازات بعد انتشار خبر( موت) حميدتي و(هروب) عبد الرحيم دلقو، وموت معظم قادتهم في إدارة العمليات وفي الميدان.
ولم يعد يهم ماتبقى من تلك المليشيا أن كانت امريكا فرضت قرارات ام لا ،ولم يعد يهمها أن كان البرهان قد ألغى قانون انشاء الدعم السريع، أم لا، وأصبح كل مايهمها هو الحصول على أكبر عدد من المسروقات والخروج من الخرطوم (سالمين غانمين)
لكن يبدو أن (القحاتة) هم الذين تأثروا بتلك القرارات على المليشيا ،وكان صراخهم عاليا ويتلوون (ألما) لأنهم بهذه القرارات التي صدرت من امريكا والبرهان ،فقد القحاته من يحملهم ويعيدهم إلى (السلطة) من جديد ،وكانوا يأملون في العودة إليها عبر( الاتفاق الاطاري) وحينما فشلوا ،هددوا بالحرب، و(زين) شياطين الانس من القحاتة لحميدتي مسألة (الحرب) وسعى دقلو إلى( حتفه بظلفه) وعندما تفوقت عليهم القوات المسلحة، لم يجدوا الا المفاوضات والوصول إلى صيغة تعيدهم إلى السلطة من جديد مع القوات المسلحة. مثل ما كان في ايام( الوثيقة الدستورية)،لكن الطمع وحب الانفراد بالسلطة قد اعماهم وسد بصيرتهم وانطلق عليهم المثل (أبوها مملحة جو يفتشوا ليها حافة).
وبهذه القرارات من البرهان والإدارة الأمريكية ،فقد القحاتة الأمل في من يحملهم إلى( السلطة) بعد أن حرقوا كل مراكبهم مع الشعب حين قادوا المليشيا وشاركوها في الحرب ضد الجيش وضد المواطنين بقتلهم ونهبهم واحتلال بيوتهم ومرافق الخدمة العامة،وإغتصاب الحرائر،بل وادانوا أنفسهم بالتوثيق لجرائمهم الدولية في انتهاك حقوق الإنسان وتجنيد الاطفال واحتلال وتدمير المرافق الخدمية مثل الصحة والمياه والكهرباء وحرمان المواطنين من أبسط مقومات الحياة وعمليات التهجير القسري الممنهج لسكان الخرطوم وغرب دارفور وجنوب دارفور و غيرها.
وتصريحات (القحاتة) مثل ياسر عرمان حول العقوبات الأمريكية ضد دقلو و تصريحات الواثق البرير حول قرار البرهان بحل الدعم السريع تؤكد أن (حالة الحب) التي استمرت اربع سنوات بين الدعامة والقحاتة( نفورا) و(تلاقيا)، قد انتهت ليس بفراق (المحبين) ولكن بالموت (ومن الحب ما قتل).