عندك زول في الجوازات؟ .. السر القصاص
عتبة أولي ( عندما التحق الناس بالشرطة التحقوا وفق شروطها على أن يعمل الفرد وفق قانون ينظم هذا العمل ويعود عليه بالنفع الحسي والمعنوي المرصود والمعلوم وفق الدرجات والكفاءة والقوانين واللوائح المنظمة ، فهو لم يكن نافلة ، بل عمل مثله مثل أي عمل ، فقط ميزته أنه عمل من أجل تطبيق القانون ) .
منذ أن عادت خدمة استصدار الجوازات في السودان إلا وعادت معها الجبابية وعادت الواسطة والمحسوبية والكسرات والبخرات والشفشفة والغمتات !
نعم عادت الخدمة ولكنها أعادت معها المئات من الذين لا يعملون للمواطن في وجود قلة تتقي الله وتعمل لتحلل أكل عيشها وهي القلة التى تدافع عن شرف البوليس .
إتصالات هاتفية هائلة ورسائل هائلة على الوساط كثيفة وردتني و كلها تسأل سؤال واحد ، يا استاذ عندك زول في الجوازات!
عندك زول في الجوازات ؟
وزد عليها المتعارف عليه ،
في البنك الفلاني؟
في الوزارة الفلانية ؟
في القسم العلاني؟
عندك زول!
عندك زول بتم شغل في الجوازات ، لانه الشغل كله mtn قرايب وحبايب وحتى الدبايب ، تبع الوزير تبع المدير ، جماعة فلان وأحباب علان وأولاد فلان الما بتقال اسمه (لانه الهواء بقسمه)!!!
نخر الفساد والمحسوبية عضم السودان ومؤسساته وأفقر البلاد وتغلغل حتى وصل مراحل متقدمة وأصبح السمة الطاغية .. عندك زول امورك بتمشي ما عندك حاتجرجر لحدي تلجأ لذات الطريق وهو قصير بالمناسبة لكنه يفقد المؤسسات بريقها وحياديتها .
صحيح أن الشرطة مؤسسة عريقة وفاعلة ونشطة وتحظى بإحترام معقول ، لكن بعض الأفراد يغردون خارج السرب وحتي الشرطة نفسها لا تستطيع أن تنفي وجود مثل هذه الحالات في ظل انعدام الرقابة وفاعلية قانون المحاسبة وان كان موجودا إلا أن العمل به ضرب من الرومانسية .
فالمحسوبية يا عزيزي في السودان متجذرة وتكاد تكون سمة لكل مؤسسة .. وفي الأخير نتعايش معها وتتعايش هي بدورها مستثمرة في أزماتنا وكبواتنا كأنها قدرنا الذى أحاط بنا إحاطة السوار بالمعصم.
في الوقود وفي الصناعة والتعليم والمصارف والمعارف الوزارات والمطارات ، وفي كل جوانب الحياة ، توجد الطفيلة هذه ، وتوجد لنفسها مسار خاص ، مسار الانجاز ، أنجز عشان تتخارج ، مشي امورك عشان تلحق باقي امورك والخ من الطلعات الخاصة بهذه البيئة النتنة .
في المرور مثلا حدث ولا حرج ، يتوقف صاحب المركبة ويسرع لإخراج جنيهين ويهرول نحو عربة الشرطة يا سبحان الله ويغمت ويعود ويدعو الله أن تكون هذه اخر نقاط الجبابية غير الشرعية ، لا يقود كيلو مترات بسيطة حتى يعاود ذات الفعل ويعود متكدراً وساخطا حتى يهدأ على انغام ابو القاسم ودوبا (دل دل قطع القلوب دل) .
الغريب أن المواطن صاحب الشكاوي هو من يمد يده ليسمح لهذه الطفيلية بالنمو فالعيب فيه هو ! ولكنه عايز يمشي حاله! يعمل ايه المسكين !
سلطة القانون تحتاج الى رقابة فاعلة ومحاكم صارمة وجهود توعوية ناضجة ، وصفة ليست صعبة ولكن تطبيقها هو الاصعب .
تقوم الشرطة بأدوار كبيرة ومتعددة وملموسة ولكن تحتاج إلى دور أكبر في لجم هذه الطفيلية وبترها حتى تتعافي فلا كبير على القانون إلا القانون نفسه .
نحي كل جهودها ونرجو أن تتعاظم لدرء هذه المجموعات التى لا وزاع لها ولا ضمير مع مراعاة شروط الانتساب وتحديثها بما يراعي عظمتها ولتلبية المامول منها فلا بديل للشرطة الا الشرطة ولكن مع تجوديها بمعرفة نقاط الضعف وتقويتها وطرد كل من لا يلتزم بشروطها ولا يعمل وفق قانونها حتى تمزق قانون الكسرات وتعلو رأيتها فالوطن كثرت جروحه وبح صوت الناصحين .
عتبة ثانية
عندك زول ولا خلص القول !