من أعلى المنصة
ياسر الفادني
خيرا مافعلت….أيها البرهان
ما أعجبني و أثلج صدري وزال عني ألم العفن السياسي الذي أراه وأشتمه الآن… هو الوصول إلي الرموز الوطنية الحقة ، الرموز التي حفرت علي تاريخ الوطن والوطنية الحقة حروفا يانعات ولامعات في عشق هذا السودان ترابا ووتعبيرا ومفردة ظلت خالدة فينا ، تكريم البرهان للشاعر الوطني الكبير فينا قامة السامق فينا هامة.. الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف صاحب قصيدة اليوم نرفع راية استقلالنا…ويسطر التاريخ مولد شعبنا
هذا التكريم الذي برع فيه من إلتفت إليه، يمثل هذا التكريم تكريم لهذا الوطن الأبي ولعل الكثيرون لا يعرفون هذا الشاعر القامة العالم العلامة ، هو إبن القضارف ولد بالجباراب حفظ القرآن الكريم وعمرة سبع سنوات ودرس بالقضارف الأهلية ومن ثم مدرسة حنتوب الثانوية من اساتذته حينها الشاعر العظيم الهادي آدم صاحب ديوان( كوخ الأشواق ) والذي غنت له ام كلثوم : أغدا ألقاك ؟ رعي موهبته الشعرية ثم درس بجامعة الخرطوم حيث نهل العلم من يد العلامة عبد الله الطيب وعون الشريف قاسم وعبد المجيد عابدين ويعتبر من مؤسسي جماعة إخوان الصفا التي كانت تعني بالفن آنذاك مع شاعرنا الحسين الحسن وصديق مدثر والفنان الموسيقار الراحل عبد الكريم الكابلي
هؤلاء الرهط من مبدعي بلادي اثروا عليه في إذكاء نبض الشعر عنده ، د.عبد الواحد عبد الله من بواكير أشعاره نشيد الاستقلال كتبه في قبل عام 1960 وتغني به وردي ، عمل دراسات عليا في التربية وتخصص فيها حتي وصل إلي درجة مستشار لوزير التربية البحريني، له ديوان شعر إسمه (قصائد في الحب ) قدم له الأديب الطيب صالح في ثماني صفحات في بداية ديوانه حيث قال : قصائد في حب الناس والوطن هو لعمري وصف بالغ الدقة لهذا الشعر، إنها كلمات قصائد للمحبة ، مثل ثوب رقيق لكنه متين الصنع ، يلم شمل القصائد كلها ويقربها بعضها من بعض ، تجد في قصائده الوطنية حماسها فياضا والنغمة الخطابية الطنانة، في الرثاء تجد عنده انفعالا عاطفيا مبالغا فيه
شاعرنا عبد الواحد عبدالله أطال الله عمره والمكرم من أعلي جهة سيادية في الدولة بالأمس هو من جيل مدرسة الشعر الحر المتمردة علي الأوزان الشعرية لكنه حام حولها وهو يعتبر أحد أعمدة الشعر التجديدي السوداني ، له لغة عالية مفرداتها التي يستعملها هي مفردات جاذبة لا يميل إلي الرمز كثيرا كما كان شعراء جيله يفعلون ، شعره معظمه مأخوذ من الطبيعة الساحرة ،شعره فيه نكهة التصوف التي تتسم بالحب والشوق وتاثره بمصطلحاتهم في سرده الشعري مثل صاحب الحضرة ، الأولياء، الصفوة ولعل تشبسه بروح التصوف هو عبارة عن التخلص من عالم المادة والسمو بالروح إلي أقصي مراتب الوجد والهيام
للذي لا يعرف أن الفنان حمد الريح تغني بقصيدته التي كتبها وهي التي مطلعها: احبابنا أهل الهوي … رحلوا وما تركوا خبر
بالله ياطير المشارق هل عرفت لهم أثر، اغنية خالدة فيها جمال مفردات عبقة بالالق الفريد وفيها عبارات فيها جرس موسيقي عجيب يشنف الاذان ، أقول : شكرا لك يا السيد رئيس المجلس السيادي علي هذا التكريم الذي صادف اهله وهذا يستحق التكريم بجدارة والباسه كل الأنواط الوطنية الخالصة ، شكرا لك ….ثم شكرا ، وربنا يطيل عمر هذا العالم العلامة د عبد الواحد عبد الله ولك مني أيها الشاعر الأديب النحرير تعظيم سلام مضاعفا.
كذلك اسلجت صدورنا بهذه الاضاءة والفذلكه التاريخيه عن الرجل. ولا يعرف الفضل الا اهله هكذا الناس يسيدون وتعلا قدمهم بالنظر لمثل هؤلاي ستكون للبرهان الغلبه علي اؤلئك شكرا الاستاذ ياسر