مقالات

طه مدثر يكتب: أم الشهيد أم الجميع

(1) والعالم يحتفل بعيد الأم، التي كرمها الله في كتابه العزيز، وقالت عنها السنة النبوية أكمل الحديث، ويكفي أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وخاب وخسر من إدارك أبويه ولم يدخلاه الجنة. (2) ونشهد للأم السودانية انها أنجبت وعلمت وأخرجت للعالم أفضل الأبناء، فهي اعددت شعباً طيب الاعراق، ويكفي أنها أعدت هذا الشارع الثوري، بكل عنفوانه وشبابه، الذي اقتلع في لحظة بسالة وشجاعة نادرتين، اقتلع قوة واقتدارا، نظاماً باطشاً قمعياً، مستبداً، يسربله الفساد، من قمته والى أسفل السفح، نظام المخلوع البشير. (3) والشارع الثوري نشهد له بمكارم الاخلاق وحسن التربية (عندك خت ماعندك شيل) كانت إحدى تلك المكارم، بل هو من فضائل تربية الامهات، وذاك الشعار تحول اليوم لدى دورية الكجر(ماعندك أقلع وأنهب وأسرق)، (4) وهذا الشارع الثوري، أدرك أن الدنيا تؤخذ غلابا، ولو ان قلب أحدهم تعلق بالثريا لنالها، فقدموا في سبيل ذلك التضحيات العظام الجسام، وفي سبيل حريته وعزته وكرامته، ضحى بالدم وبالروح، وهذه الثورة العظيمة، التي أبرز صفاتها السلمية، شهد لها العالم بذلك، وضعت أمامها العراقيل والجنادل، ثم جاء خلف آخر، يريدون إرجاع عجلة الزمان للوراء وإعادة زمن مقبور، وماعلموا أن الشارع الثوري، هو من يحدد لعجلة الزمان كيف ومتى تدور والى اي قبلة تتجه؟. (5) وكان ومازال للأم العظيمة دور كبير في هذه الثورة المباركة، حيث قدمت فلذة كبدها فداءً للثورة، وجعلت نداء نصرة الوطن، مقدماً على نداء عاطفة الامومة، وما أصعب الفقد الجلل على الأم حين ترى موت ابنها، دون ذنب سوى أنه خرج ليقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وسلطة انقلابية تتخبط في إدارة اليلاد، كالذي يتخبطه الشيطان من المس، فصبرت واحتسبت، وعزاؤها أن لابنها أصحاب وأصدقاء، يصرون على القصاص للشيهد، مهما استطال الزمان، ومهما استمسكت اللجنة الأمنية بكركر السلطة. (6) وما أروع هذا الهتاف، وما أروع من يرددونه (دم الشهيد دمي وأم الشهيد أمي) انها ثورة الوعي التي جعلت الثوار إخوة في الدم ووحدة الوجدان، والمصير المشترك، اي الوصول بالثورة الى غاياتها، (حرية سلام عدالة) أو الشهادة في سبيل ذلك. (7) ومن هنا نرسل التحية والتجلة والتقدير، لكل أم، استشهد ابنها، فداءً لهذه الثورة، ورحم الله امهاتن الراحلات، وغفر لهن، واسكنهن فسيح جناته، وتحية الصحة والعافية، للاحياء منهن، طه ود النعمة حسن عبدالله.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى