(1)
في الهلال والمريخ تختزل الادارة في (رئيس المجلس) ، ويبقى اعضاء المجلس وان جاءوا عبر الانتخاب مجرد اسماء لتمرير قرارات رئيس النادي التى يطلق عليها في المحاضر الرسمية قرارات مجلس الادارة.
كرّس لهذا الامر النفوذ المالي لرئيس النادي ، اذ يبقى الرئيس هو الذي يدفع وهو الذي يقوم بالصرف على النادي، لذلك هو الذي يقرر وهو الذي يشطب وهو الذي يسجل وهو الذي يضع التشكيلة وهو الذي يحدد الطريقة التى يجب ان يلعب بها المدرب الاجنبي!!
حتى ان صام الرئيس الاثنين والخميس وجد اعضاء المجلس انفسهم مجبرين على الصيام مع رئيس النادي الاثنين والخميس وان كانوا لا يصلون.
في الهلال والمريخ الادارة (رئاسية) يثبتها صلاح ادريس والكاردينال في الهلال وجمال الوالي وسوداكال وحازم مصطفى في المريخ.
على طريقة الهلال والمريخ تدار الدولة الآن بنفس الطريقة ، الاختلاف الوحيد قد يكون فقط في (التسمية) فهناك السيطرة للرئيس وهنا السيطرة لنائب الرئيس.
والمقصود بذلك الكلام هو نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي).
(2)
سيطرة حميدتي واضحة في كل شيء فهو رئيس لأية لجنة يشكلها مجلس السيادة او يشكلها البرهان منفرداً.
فوق هذا فهو رئيس للجان المنبثقة من تلك اللجان ..واللجان التى يتم الاستئناف لديها ضد قرارات اللجنة الرئيسية.
البرهان الذي اصدر قرارات انقلاب 25 اكتوبر بحجة تشكيل حكومة (تكنوقراط) جعل دقلو رئيساً لكل اللجان الحكومية بما في ذلك اللجنة الاقتصادية ولجنة ازمة الشرق ولجنة مراجعة قرارات لجنة تفكيك نظام 30 يونيو التى اعتذر عنها دقلو.
وحميدتي الآن في اللجنة الامنية واللجنة الصحية واللجنة العلمية ولجنة التطبيع مع اسرائيل ولجنة التفاوض مع الحركات المسلحة ولجنة العلاقات الخارجية، وربما يوجد حميدتي في اللجنة الفنية للمنتخب الوطني.
هو في كل شيء على غرار حبة بعد الاكل… ورئيس لكل لجنة.
وان خرج الامر من (دقلو) الكبير رُدّ الى (دقلو) الصغير… والسودان الذي تخلص من حكم (الاخوان) ، وقع في حكم (الاخوان) محمد حمدان دقلو وعبدالرحيم دقلو.
السودان من الكيزان الى الاخوان، فكيف ان اجتمعوا هؤلاء في حكومة واحدة!!
(3)
الدولة الآن يحكمها حميدتي (من الغلاف للغلاف) او (من القون للقون) .. مثل اللاعب عندما يكون هو صاحب الكرة .. يقسمها ويحكمها ويلعب تارة (رأس حربة) وعندما يشعر بالإرهاق يعود ليكون (حارس مرمى).
وحالة حميدتي قريبة جداً من اللاعب الذي يمسك الكرة من حارس مرماه لـ(يجبّد) الملعب كله ويمر من كل اللاعبين الذين يقفون في طريقه ، ليس لأنه ماهر وصاحب امكانيات عالية ، وإنما لأنه هو صاحب الكرة. يمر من المحور ومن الباكات الاثنين والاستوبر والسيرباك وحارس المرمى ثم يضع الكرة خارج المرمى.
يضعها في الكشافات بنفس طريقة (وحدث ما حدث) ثم يطالب من حكم المباراة ان يحسبها هدفاً.
تخيلوا ان الامر وصل لدرجة ان يحضر حميدتي قرعة مباريات الدوري الممتاز في احتفال ضخم قال فيه اتحاد كرة القدم السوداني ان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو شرف حفل اجراء القرعة.
الحكومة التى يجب ان تنقلنا الى حكومة منتخبة يجب ان تتحرر من قبضت (الاشخاص).
الرهان في العالم والرهان على المستقبل مبنى على دولة المؤسسات ودولة القانون ودولة الدستور والأحزاب والشورى والمجالس والهيئات والتنظيمات وهذه اشياء كلها لا تتماشى مع حكومة (الفرد).
عندما تتكرس القرارات والمحاور حول (الشخص) يبقى من الطبيعي ان يحدث الانحدار والدكتاتورية والشمولية، فكل امراض دول العالم الثالث وكل تخلفاته ناتجة من حكومة (الفرد).
غير مقبول ان يستشهد بعد انقلاب 25 اكتوبر (80) شهيداً من اجل ان تبقى حكومة الفرد.
(4)
الفنان المبدع ربيع طه عنده سلسلة درامية على قناته في اليوتيوب بعنوان (ود الزلط) يقدم فيها ربيع طه معالجات اجتماعية بصورة ساخرة وخفيفة وعميقة.
ربيع طه الذي يجسد شخصية (ود الزلط) في السلسلة الدرامية يضع (كرسيه) على الشارع امام مدخل بيته ، قاصداً ان يتدخل في اي شيء في الحلة ويتابع الداخل والخارج من الحلة ولا تفلت منه شاردة او واردة فهو راصد لكل حركة !!
ود الزلط يتحدث في الاقتصاد ويتحدث في الطب ويتحدث في الفنون ويتحدث في الرياضة ويتحدث في عالم البحار ويتحدث في الفلك ويتحدث في الفيزياء ويتحدث في الكيمياء ويتحدث في الذرة.
هو يعرف كل شيء… ويدخل في كل شيء.
وكله بـ(القانون).
ود الزلط في تلك السلسة عنده لزمة يقولها من حين لآخر في كل الحلقات التى تحمل اسم (ود الزلط) اذ يقول : (ود الزلط لي أي زول) ، وأظن اننا في حاجة الى ان نستعمل نفس العبارة على الواقع السوداني ونقول : (حميدتي لي أي زول).
(5)
بغم /
الحركات المسلحة بعد اتفاقية سلام جوبا – لم تترك (حركاتها) ولم تترك (سلاحها).
مع هذا يطالبون ويلاحقون مستحقات السلام.
الزيادة التى وصلت الى 100 % في التعاملات المرورية هل وردت في اتفاقية سلام جوبا ايضاً؟