> من اول امبارح و انا العبرة خانقاني بي سبب رسالتين في الواتسب خلوني لا قادر ابكي لا قادر افرح و الرسالتين جوني في يوم واحد
> الرسالتين منفصلات
> رسالة من واحدة اسمها ماما هدي و الرسالة التانية من جاري و صديقي امجد زيزو
> ماما هدي دي انا اتعرفت عليها قبل سبعة سنة في بلاغ كيدي و وقفت معاها لحدي ما ربنا نصرها
> بعد القاضي حكم بي براءتها قامت حلفت علي إلا امشي معاها البيت عشان تعمل لي قهوة من يدها
> كانت عارفة اني مدمن قهوة
> المهم مشيت معاها بيتهم في منطقة السامراب بحري و دخلت قعدت جابت لي موية و مشت جابت المنقد و عدة القهوة و بدأت تقلي في البن
> من ما دخلت بيتها لاحظت انو أولادها و بناتها كتار جدا قريب التسعة و كلهم اعمارهم قريبه لبعض شديد و اكبر واحد فيهم عمرو ما بفوت اربعتاشر سنة
> استغربت جدا ولو ما كان كل واحد فيهم بيسلم علي و تقول لي ده ولدي فلان و دي بتي فلانة كان قلت ديل نصهم اولاد الجيران
> و الأغرب انو مافي واحد فيهم بشبها و لا حتي بتشابهو في بعضهم
> ظبطت لي قهوة عمري ما شربت زيها و برغم انو القهوة كانت عجيبه الا انو ما ركبت راسي بي سبب التساؤلات الحايمة جوة راسي
> طبعا ما قدرت اسكت و ما اعلق علي الملاحظات دي و لامن وريتها ملاحظاتي في اولادها ضحكت و حكت لي قصتها الكانت مفاجأة بالنسبه لي
> اتضح انو ديل ما عيالها و انو هي أم بديلة للأطفال فاقدي السند او فاقدي الرعاية الوالدية و انها بتشيل الطفل من عمرو يوم واحد من دار المايقوما و بتاخد منحة شهرية عشان تربيهو
> اتأثرت جدا جدا خاصة انو في اللحظة دي كنت شايل اصغر بت عندها في رجلي و كانت جميلة جدا جدا
> حسيت ليك بي شعر جسمي كلو وقف و سرت فيني رعشة عجيبه خلاص
> من اليوم داك و انا ما فارقت بيتها ابدا و كنت كل ما يعزمني واحد من اصحابي المرطبين لي قهوة في شارع النيل بقوم اقول ليهو شارع النيل شنو ياخ تعال اوديك لي واحدة في بيتها بتظبط قهوة تجنن
> طوالي بفرح شديد و بقول لي إنشاء الله تكون شديدة و سمحة
> انا كمان باخدو علي قدر عقلو واقول ليه نجاضة نار منقد بس
> اها لامن يمشي معاي و يتفاجأ و يندهش بشرب قهوتو و بمرق كل القروش العندو يختها لي ماما هدي و ما حصل سقت زول هناك الا اصبح صديق للأسرة و أبو و خال و عم
> يلا اصغر بناتها كانت عمرها سنتين و كانت متعلقة بي جدا جدا و قبل ما اسافر من البلد بي كم شهر كده انقطعت منهم لمشغوليات كتيرة شديد و لامن سافرت ما قدرت امشي اودعهم
> اول امبارح رسلت لي ماما هدي رسالة قالت لي بطة الصغيرة شافت صورتك في التلفون و بقت تبكي اليوم كلو لحدي ما نامت
> و بعد ساعات جاتني رسالة من جاري و صديقي امجد زيزو قال لي يا نزار ابشر لقد نجحنا في جمع رسوم تسجيل جامعة اختنا ( ش) و ادارة الجامعة ساهمت بي منحة دراسية لبقية الاعوام لاختنا ( ش)
> عارفين ( ش) دي منو ؟؟
> دي واحدة من البنات فاقدات الرعاية الوالدية و ساكنة في دار الفتيات
> دار الفتيات دي احد دور الضمان الاجتماعي و بتستقبل اطفال دار المايقوما من البنات الفوق عمر اربعة سنة
> تتذكرو البوست حقي الكان بخصوص اطفال الاحداث داخل السجون ؟؟
> اها البوست ده اتفاعلو معاهو اصحابي ناس محمد الشيخ و دكتورة وئام Wiaam و امجد زيزو و شكلو قروب صغير استطاعوا من خلالو تسجيل زيارات ميدانية لي دور الاحداث و دور العجزة و المايقوما و دار الفتيات
> اكتشفوا انو دار الفتيات اكتر دار محتاج لي دعم معنوي و مادي فقاموا نظموا محاضرات و زيارات اسبوعية للبنات ديل و كانت فيهم واحدة نجحت في امتحان الشهادة السودانية و كانت بحاجة لأخوان يجرو ليها في التقديم للجامعة و بحاجة لي دعم مالي لرسوم التسجيل و بحمد الله ربنا سخر ليها الشباب ديل و امور اختنا ( ش) اتحلت
> لكن في ذي ( ش) كتار داخل الدار و في بيوت الامهات امثال ماما هدي
> كلهم بحتاجو الدعم المادي للدراسة و بحتاجو الدعم المعنوي لمواجهة المجتمع و مواجهة الذئاب البشرية
> محتاجين لأخوان رجال يقيفوا و معاهم بدون ما يخافو منهم
> أي زول او زولة عندو /ها قروش عايزة تمرقها صدقة في الأيام المباركة دي يرسلوها لأصحابي امجد و احمد الشيخ
> او يمشوا يدعموا براهم
> اي شاب عندو الوقت و حاسي انو ممكن يقدم حاجة لشريحة فاقدي السند او الرعاية الوالدية عليهو انو ينضم لكوكبه اصحابي ديل
> ديل بنات ما عندهم غير الله
> كل ما اتخيل حجم مأسأتهم النفسية بتجيني نفسيات
> الواحدة فيهم بتقابل الاسئلة المحرجة علي شاكلة جنسك شنو و ابوك و امك وين طيلة فترة المراحل الدراسية
> لكن اسواء اسئلة بتكون في المرحلة الجامعية
> كمان لو حبت زميلها بتدخل مرحلة صعبه خلاص
> حتي الحب بتتحاشاهو
> ما بتخلي زول يتعلق بيها عشان ما يقول ليها داير اتقدم لأبوك
نزار العقيلي
—
من الارشيف بمناسبة ازمة دار المايقوما
#تعديل
وصلتني مئات الرسائل في الخاص من اشخاص عايزين يدعمو و عايزني اربطهم بالشباب المذكورين في البوست .. للاسف انو البوست ده ليهو اكتر من ستة سنوات و انا اعدت نشره عشان ندعم القضية الاجتماعية الهامة دي .. حاليا اي زول عايز يدعم دعم مادي ياريت يدعم مباشرة بدون اي وسيط