غير مصنف --

في ذروة رياح التغيير في المريخ ..استسلام تام لرئيس نادي الهلال

الكاردينال.. أحلام لم تكتمل وسوداكال لا يَمل
على الرغم من الاختلاف حول رئيس نادي الهلال أشرف سيد أحمد الكاردينال وجدل المؤيدين والمعارضين حول نجاحه أو فشله، قدم درساً بليغاً بإيثاره الرحيل والمغادرة وإفساح المجال لرئيس جديد وبعيد عن نية رئيس نادي الهلال الحقيقية وسبب رحيله، غير أنه في النهاية اختار تحديد مصيره بيده دون الحاجة للمعارضين لإجباره على الرحيل.

الكاردينال وإن أخفق في بناء فريق قوي للهلال غير أنه ترك ذكرى خالدة وشيد الجوهرة؛ ليكون واحداً من رؤساء تركوا بصمة واضحة في مجال المنشآت، ذلك أنه لم يختلف عن كل رؤساء النادي طوال “90” عاماً، عمر الأزرق، فجميعهم فشلوا في تحقيق لقب خارجي. ليختار الكاردينال النهاية الجيدة لمسيرته.

وعلى الجانب الآخر وعلى الرغم من الفشل الذريع الذي رافق مسيرة مجلس المريخ وخلو فترته من أي إشراقة أو لمحة سوى تقديمهم لدرس بليغ لأبناء النادي بأن لا يهملوه، خلت فترة المجلس من الحد الأدنى من الإشراقات، ومع ذلك يتمسك المجلس بالاستمرار ويستميت من أجل المواصلة، ضاربين برغبة أبناء النادي عرض الحائط ليتحركوا مؤخراً؛ بعد أن هبوا من سباتهم، ولم تستثنِ التوقيعات أحداً، فيما يدرك المجلس جيداً أنه غير مرغوب فيه أو مرحب به، بل إن غاية الآمال رحيله، ليكون المجلس قد اختار الحل الأسوأ وهو الإجبار على المغادرة عوضاً عن حفظ قليل من ماء الوجه والخروج الاختياري.

الكاردينال فشل في الأبطال

بأحلام وردية داعبت خيال كل أبناء الهلال على مر التأريخ، أتى الكاردينال محمولاً على صهوة جواد المال، وهو يأمل تحقيق ما فشل فيه النادي طوال “90” عاماً، واستطالت أحلام أشرف ليضع يده على جرح الأهلة ووعدهم بتحقيق لقب خارجي واستمر يقاتل حتى استفاق آخيرا على صعوبة تكاد تلامس سقف المستحيل؛ بعدم إمكانية تحويل الحلم إلى واقع في ظل ظروف اقتصادية بالغة السوء وندرة أو شح في المواهب، فآثر الرحيل مرفوع الرأس معترفاً بفشله، حتى ولو ضمنياً، جاهراً برغبته في دخول معترك العمل السياسي، غير أنه أنجز وشيد الجوهرة التي ستظل شاهدة على فترته التي استمرت “6” سنوات، قاتل فيها بشراسة وأنفق المال، غير أنه دفع ثمن تخبطه في ملف التدريب وخيبة مستشاريه وعدم درايتهم بكرة القدم، كما أنه دفع ثمن خبرة جمال الوالي الذي صقلته تجاربه وقوة شخصيته وسمعته في الوسط الرياضي فجرد الكاردينال من أفضل النجوم في كشف الهلال ونجاحه في كسب توقيع أفضل النجوم في الساحة، وهي أمور تسببت في الفشل الذي لاحق الكاردينال وعلو صوت معارضيه.

فيما دفع الكاردينال ثمناً غالياً في إفراغ كشف الأزرق من نجوم الخبرة وتعويله على بناء فريق شاب ودعمه بالأجانب، وهي التجربة التي أثبتت فشلها.

فشل ذريع واستماتة في المواصلة

وعلى الجانب الآخر لم يستفد مجلس المريخ من فرقة الأحلام التي وجدها، وكانت في حاجة لدعم طفيف لتحقق لقب الأبطال؛ فتسبب المجلس في تقزيم الطموح المحلي، ووضع الممتاز هدفاً له، وهو ما لم يكن عصياً على عناصر هي الأميز، ورغم استماتة المجلس في تكسير مجاديف فريقه عبر فشله في إقامة معسكرات إعداد أو التعاقد مع مدربين أجانب من الطراز الرفيع، فإن صلابة عود فريق الكرة جعلته يتغلب على كل تلك المصاعب، وهو أمر منطقي؛ فكشف المريخ ضم أفضل نجوم الساحة بلا منازع، وهو ما تكشفه المحصلة رغم فشل المجلس في توفير الحد الأدني من المعينات، وعوضاً عن أن يعلن المجلس عن فشله وإفساح المجال لغيره، آثر الاستمرار ضارباً عرض الحائط برغبة ملايين من أبناء النادي ليختار أسوأ سيناريو لكتابة النهاية، فالشعب الجامح انطلق فعلياً ودشن ثورته التي ستقتلع المجلس من جذوره، فمحاربة الملايين أضحت مستحيلة، غير أن فرصة الخروج ما تزال قائمة وبإمكان المجلس اختيار كتابة الفصل الأخير بيده وترك كوة ضوء للذكرى، فالمجلس قدم لأبناء القلعة الحمراء درساً بليغاً بعدم إهمال ملف العضوية أو إهمال النادي في المستقبل.

مواقف متباينة تفضح النوايا

مجريات الأحداث وفصول نهاية حقبة الكاردينال التي اختار أن تكون بيده، ورواية مجلس المريخ الذي اقتربت نهايته في كل الأحوال بيده أو بيد الجماهير كشفت نوايا المجلسين؛ الكاردينال وسودكال.. فالأول وضع هدفاً فشل في تحقيقه، وترك إرثاً تأريخيا بعد أن شيد الجوهرة، فيما اختار مجلس المريخ المواصلة رغم أنه أتى بهدف الاستفادة من صيت وسمعة المريخ بتحقيق مكانة اجتماعية، فالشواهد تؤكد أن مجلس الأحمر دمر الاستاد وشتت شمل فريق الكرة ومارس خنوعاً غير مسبوق أمام اتحاد الكرة؛ رغم كل ما فعله بفريق الكرة في وقت كانت كلمة الكاردينال الأعلى على اتحاد الكرة؛ رغم كل ما وجده الأزرق من مساعدة وبحسب صحيفة اليوم التالي، وصلت مرحلة تفصيل برمجة خاصة له لم يسبق لها مثيل في كل العالم، بأن يؤدي الفريق القسم الأول من الموسم بأكمله على ملعبه، ولم يغادره إلا بعد أن اتضحت صورة التنافس. حدث هذا في دوري النخبة الموسم قبل الماضي.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button