وتستمر قصة زياده الأسعار دون توقف في جميع المستلزمات المنزليه والسلع الغذائية مما قلل نسبة القوه الشرائيه بشكل كبير بين المواطنين والأسر إذ أن الزيادة أضحت بصورة مخيفه وأضعاف من ذي قبل لدرجة شعور بعضهم بالاستغلال المقصود من التجار وأصحاب البقالات مما أدخل الرعب في المواطنين الذين لا حيلة لهم سوى دفع المبلغ المطلوب منهم كي يتمكنوا من شراء المستلزمات ودون مجادلة صاحب البقالة الذي لا يتفهم ذلك فكل يوم السعر يختلف عن ذي قبل وبصورة ملحوظة. فغالباً ما نجد المواطنين يرددون عباراتى”متين بقى السعر كدة؟” .. وبالرغم من ذلك نجد في المقابل أن سعر الدولار ثابتا وهذا ما يتعجب منه المواطنون ذوو الدخل المحدود.. ويتحجج التجار بأن ذلك يعود للحظر ولكن إلى متى يستمر؟ يبقى هذا السؤال.
ذكرت إحدى الأمهات لأبنائها في أحد الأيام الماضيه أنها لن تتمكن من شراء معجون الأسنان لأبنائها إذ أن سعره أصبح (175) جنيها بعد أن كان قبل أسبوعين ب (90) جنيها… كما أضافت فتيات أخريات أن مستلزماتهن الخاصة من كريمات وعطور وغيرها أصبح سعرها عاليا جدا لدرجة انهن ربما توقفن عن الشراء.. وبين هذا وذاك لا أحد يشعر بتلك الأزمة غير المعقولة والتي أصبحت تشكل عبئا إضافيا للأسر إذا لم تتم معالجتها والنظر إليها من الجهات الاقتصادية المختصة.. فبين اليوم والأمس زادت الفروقات بصورة كبيرة أصبحت لا تطاق.
فاتورة غير معروفة
أفاد المهندس طلال عبدالرحمن أن أسواق البورصه بحسب وجهة نظره دائما تتغير فيها أسعار الأسهم بين لحظة وأخرى وذلك بحسب تقديرات وأسباب اقتصادية معروفة .
ولكنه لم يتوقع أن تكون أسواق الخرطوم جميعها مشتركة في هذه البورصة فلكل يوم سعر مختلف لكل سلعة وبذلك لا يستطيع الشخص ترتيب ميزانية الشهر إن كان من أصحاب الدخل الثابت مهما كانت مدى دقتك وتنظيمك لشؤون بيتك الصغير. مضيفا أن تغير أسعار السلع اصبح أمرا اعتياديا بين الناس فقديما كنت أخرج إلى أي سوق لشراء سلعة وأنا أعرف تكلفتها أما اليوم فللأسف عليك أن تخرج فقط وتعرف السعر بعد الشراء ومن الطرائف أن صاحب بقالة سألته عن سعر سلعة فأجابنى بسعرها فقلت له سأمر عليك غدا لشرائها لأنني لم أتوقع سعرها بهذا المبلغ فأجابني ضاحكا (دا سعر الليلة بكرة ما معروف).
مضيفا أنه مر على صاحب مغلق مساء ووجده أمام دكانه يقف محتارا في البدء اعتقد أن حارس الدكان لم يأت لهذا هو محتار لكنه تفاجأ بكلام غريب منه يقول إنه أنزل شاحنة اسمنت وعندما فتح الفاتوره لم يجد بها سعرا وعندما اتصل بالوكيل الذي اشترى منه اخبره أن سعر الأسمنت اليوم ارتفع وغالبا غدا سيكون له سعر مختلف غدا لذا سنخبرك بالسعر غدا.
أسواقنا أصبحت بورصة
التجار يشتكون من أن البضائع يشترونها بثمن مختلف في كل يوم وهم لا يريدون التعرض للخسارة والمواطن اصبح ضحية هذه المعادلة الصعبة التي لا وجود لأسباب فيها ومع وجود عامل مجهول أيضا يصعب حلها، وفي ظل هذا الوضع ستظل أسواق الخرطوم بورصة لكنها ليست عالمية.
شماعة الحظر
وفي ذات السياق ذكرت هبة عبدالعزيز (ربة منزل) أن المشكلة تعود للتجار نفسهم كونهم في البدء كانوا يتحججون بالدولار كشماعة واليوم صارت الحجة أن أسباب الزيادة هي الحظر.
وذكرت انها تقطن في منطقة أم ضوا بان وأن مواصلات أم ضوآبان لل 13 بمبلغ 100جنيه حتى الوصول لمقر الركشات بنفس السعر وعند سؤال أصحاب الركشات عن الزياده تكون الإجابة بأن هذا يعود لانعدام الجازولين و البنزين مؤكدة أن عدم الرقابة هو السبب الرئيسي خاصة وأن الأسعار تختلف من متجر لآخر وكل تاجر لديه سعر مغاير وبسقف عال جدا وهناك أشخاص لا يملكون حتى حق الرغيف واللبن مضيفة أنها ذهبت السوق في الأيام الماضية لشراء ملابس لطفلها ووجدت أن سعر الزي الواحد يفوق ألفي جنيه وسعر الثوب النسائي 5 آلاف مما أصابها بالذهول وخرجت قبل الشراء.
لا بد من ضبط
ومن جانب آخر ذكر محمد مكي (مهندس) أنه لابد أن يكون هناك ضبط للسلع من جانب الحكومة تضبط فيه أسعار السوق فزيادة المرتبات الاخيره ستكون بلا فائدة لأنها لا تغطي وقصة أن أي تاجر يضع سعرا لوحده هي مشكله تواجههم من الكيزان في الحكومة السابقة ولا بد من وضع حل لها، خاصة وأنهم لا يعرفون السبب الحقيقي.
تقرير : مي عزالدين
صحيفة اليوم التالي