اخبار السودانمقالات

رشان أوشي: حول عهد العدمية .. أي تاريخ سوف يكتب ؟ (٢_٥) ..

 

رشان أوشي

 

الحرب على الفساد أخطر الحروب ، حرب سترسم نتائجها حدود الأدوار والمواقع، من يقرر خوض هذه المعركة يتحتم عليه إن يقدم رواية مقنعة ، وأن يفسر ويبرر، ويضع مقارنات بين الخسائر والأرباح .

 

 

 

أخطرُ ما يواجه المقاتلين ضد الفساد، إنهم يعملون في وضع شديدِ الخطورة، حيث يعيش السوداني اليوم بلا صمامات أمان.

 

 

 

بدءً.. اطلعت على بيان صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية ، قدم اقراراً واضحاً بصحة ما ورد في مقالنا السابق من معلومات حول تجاوزات مالية تصنف في خانة إهدار المال العام ، واتهم البيان وكيل الوزارة بتسريب المعلومات، ما يهمني هو الإقرار بصحة ما نشر ، أما المصدر فلا أظنه يهم القارئ كثيراً.

 

 

 

حاول الوزير تبرئة نفسه مما ذكر ، وهذه حيلة دفاعية متوقعة ، وفي هذا السياق اطالب الوزير ايضاً بتبرير قراره بتعيين موظفة متهمة ادارياً بجرائم فساد، وخضعت لعدة مجالس تحقيق ، وكيلاً للوزارة بدون موافقة “رئاسة مجلس الوزراء” .

 

 

 

 

“ملاك دفع السيد عبدالقادر ” ، مدير إدارة المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية ، تعتبر الذراع الأيمن للوزير، خضعت لمجلس تحقيق بواسطة لجنة تضم “ديوان شؤون الخدمة والمراجع العام ” في قضية اختلاس مالي، تزوير ختم وكيل الوزارة ، استصدار فاتورة نهائية لعمل لم يتم إنجازه، انتحال شخصية وكيل الوزارة ، إخفاء خطاب رسمي موجه للسيد الوزير بخصوص دعوة للمشاركة في مؤتمر “ايسكو” ببيروت ، وترشيح نفسها بدون علم الجهة المختصة، تجنيب أموال من ميزانية الوزارة .

 

 

 

بناء على التجاوزات اعلاه، تمت احالة الموظفة للتحقيق بواسطة ديوان شؤون الخدمة والمراجع العام ، إلا أن الوزير “أحمد آدم بخيت” ، مارس ضغوطاً هائلة على لجنة التحقيق حتى لا تتخذ قراراً بمعاقبة الموظفة، ومن جانبها قامت اللجنة بحفظ الملف .

 

 

 

 

بعد فترة قصيرة من مثولها أمام لجنة التحقيق، تقدم الوزير “احمد آدم بخيت” بترشيحها وكيلاً لوزارة التنمية الاجتماعية، تحفظت وزارة مجلس الوزراء على ترشيحها بعد إجراءات الفحص الأمني، إلا أن السيد الوزير قام بتعيينها وكيلاً للوزارة رغم انف رئاسة الوزراء .

 

 

 

بينما أطالع ما بحوزتي من “مستندات” ومعلومات يندى لها الجبين ، تيقنت ان السوداني عندما يقرأ كل هذا الخزي ، سيشعر بالظلم والبؤس والعزلة، ليس لديه حيلة لوقف كل هذا العبث ، ولا قيادة صارمة تراهن على صوته أو دوره.

 

 

 

في الحلقة القادمة من سلسلة مقالاتنا هذه، سنكشف عن سيدة أخرى تتحكم في الوزارة واموالها، وعن “لوبي” سياسي يدير الوزارة ويجعل من “أحمد أدم بخيت” ظل وزير .

محبتي واحترامي

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى