غير مصنف

السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: رقم الحساب (2616)

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

نبض للوطن … أحمد يوسف التاي

غداة المؤتمر الصحافي للجنة التفكيك كتبتُ معلقاً على نقتطين مما ورد في المؤتمر، وهما موضوع الحساب الشخصي السري التابع للرئيس المخلوع، ومبلغ العشرين مليون دولار التي ترد اليه كنثرية شهرية من خزينة الدولة، وكذلك موضوع الطائرة الخاصة بالمؤتمر الوطني..
استوقفتني عدة تعليقات من قرائي على حسابي بالفيس يعتبون عليّ تناول هذه المعلومات دون التأكد من صحتها، وهم قد أمطروها بوابل من الشكوك…
في الواقع لحظة كتابتي المقال لم أشك في صحة المعلومات التي أوردتها لجنة التفكيك، وذلك لسببين منطقيين وموضوعيين، هما: الأول لقناعتي الراسخة بأن منظومة الحكم في عهد النظام المخلوع كانت فاسدة بدرجة كبيرة جداً وكنتُ متيقناً أن نظام البشير كان مرتعاً للفساد ونرى بالمنظومة من هو مؤهل لمحاسبة الآخرين، وإذا تتبعته – أي النظام- لايعطيك فرصة لحسن الظن به من كثرة “بلاويه”، والسبب الثاني أن المعلومات ادلت بها لجنة قانونية رسمية، وهي دائماً تؤكد لنا أنها لاتخرج للإعلام إلا بعد أن تستدعي المتهمين وتتحرى معهم ويُقرون بالجرم..
صحيح أن ماذكرته اللجنة من مبالغ في حساب البشير السري رقم (2616) كان مبلغاً كبيراً جداً، لكن ثقتنا في اللجنة كانت أكبر خاصة بعد ما ذكرت من الوقائع ومعلومات بكل ثقة..
بعد البيان الذي أصدره وزير رئاسة الجمهورية السابق فضل عبدالله فضل، انتابني شكٌ كبير حيال معلومات اللجنة ، شكٌ كدتُ أصل معه مرحلة اليقين بأن المعلومات التي اعلنتها لجنة التفكيك لم تكن دقيقة بالمرة، وأن أمراً ما قد التبس عليها.
وحتى اقطع الشك باليقين ارسلتُ الخبر الذي تناول بيان (فُضل) إلى عضو لجنة التفكيك وجدي صالح في (الخاص)، وطلبتُ منه التعليق على البيان، وكان ذلك قبل أكثر من 30 ساعة من كتابة هذا المقال، ولكنه تجاهل الرد على رسالتي، ثم اتبعتُها بعدة اتصالات على فترات متفاوتة دون أن احظى بالرد…
اتصلتُ بمدير مكتب الرئيس الأسبق جعفر نميري للتأكد من طبيعة حساب الرئاسة، والسحب منه وكيفية التعامل معه، ومطابقة ذلك بالمعلومات التي أوردها فضل في بيانه، فأوضح لي مدير مكتب نميري وهو برتبة فريق أن حساب الرئاسة موجود منذ سنوات طويلة، وكان مكتوب باسم رئيس الجمهورية ويديره في عهد نميري وزير رئاسة الجمهورية (بهاء الدين محمد ادريس)، وأكد لي هناك فعلاً حساب ثابت باسم رئيس الجمهورية وفي حال تغيير الرئيس تتم عملية مراجعة وتسليم وتسلم بنفس الطريقة التي ذكرها فضل في بيانه، ويستمر الحساب باسم رئيس الجمهورية كما هو الا ان يتغيّر من بنك الى آخر لكنه يظل باسم الرئيس…
ومازاد يقيني بأن معلومات اللجنة غير دقيقة ذلك التصريح المنسوب لعضو المجلس السيادي نائب،رئيس اللجنة محمد الفكي الذي ظهر في أول تعليق على بيان فضل، حيث قال في تصريح مقتضب ومبتسر 🙁 لن نهدر زمن اللجنة في نقاشات فرعية، ملف الحساب الخاص بالرئيس المخلوع لدى النيابة في بلاغ مفتوح بالرقم 10/2020 يمكن للسيد فضل عبد الله فضل الذهاب بحديثه الي النيابة العامة)…
فهل يعقل أن يتهمك شخص، أو يشكك في معلوماتك، ويصورك للرأي العام عبر بيان منشور في وسائل الاعلام على أنك متربص، أو جاهل تجهل أمور الدولة، ويشكك في نواياك ويكذب كل ماتقول، ليأتي ردك:(ليس لدي وقت اضيَّعه في الرد عليك)..!!!، وهو نفس الشخص الذي اهدر وقته في ال د حول صيانة منزله، وقد صفقنا لشفافيته واحترامه للرأي العام، ويبدو أنه كان له مايقوله بشأن المنزل،بكس مايخص رقم الحساب 2616..
في رأيي وحسب تقديراتي الأولية التي بنيتها على معطيات منطقية، أن لجنة التفكيك ليس لها ماتقوله في مواجهة بيان وزير رئاسة الجمهورية السابق، ولم يكن لديها حجة مقنعة تقابل بها الرأي العام لذلك (سردبت)، وتريد أن تمر هذه القضية حتى(تبرا عرجا)، وينساها الناس خاصة وأن ما جاء في بيان فضل من معلومات كانت دقيقة ومقنعة، بينما لم تكن تصريحات الفكي كذلك..
ورسالتي إلى أعضاء اللجنة أن الاغلبية تعول عليكم في كشف فساد النظام المخلوع، واسترداد كل ما نهبه، فإما أن تكونوا رجال دولة وقانون بحق تصدروا قراراتكم بثقة ودقة وتروي وعدل وانصاف، والا فإن السهم سيرتدَّ الى نحوركم ، وليس أمامكم الآن إلا التوضيح الكامل للرأي العام ما الْتبس عليه بسبب بيان فضل، والمستند الذي اشار الى تبعية الطائرة للجيش وليس المؤتمر الوطني، ونفي والي الخرطوم السابق هاشم عثمان لملكيته 30 قطعة، كل ذلك يحتاج منكم الى توضيح، احترماً لعقولنا، وتثبيتاً للحق..
صحيح أنني على المستوى الشخصي خضتُ حرباً إعلامية على كل أوكار فساد نظام الانقاذ وموتمره الوطني ولَكَمْ نزعنا عنه ورقة التوت التي كان يستُر بها عوراته الكثيرة، طيلة سنوات حكمه العجفاء، وواجهتُ استبداده وطغيانه، مثل غيري من الزملاء، ودفعنا ثمن حربنا على فساد الانقاذ ايقافاً وتضييقاً واعتقالات، وكنا أكثر غبطة بعمل هذه اللجنة التي ادخلت يدها في عُش الدبابير الذي تأذت من البلاد ولكن لن نرضى ولن يروق لنا أخذ الناس بالباطل وتشويه سمعتهم بالاشتباه أو نتيجة لتسرع أو عجلة….اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة آخيرة
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

The post السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: رقم الحساب (2616) appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى