الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
في خشبة مسرح السودان السياسي مشاهد تضحكنا وتصل الضحكة درجة القهقهة ومصافحة الذي يجلس بقربك تعجبا. ومشاهد تبكينا بكاء مؤلما ونلطم خدودنا السمر حتى تحمر وتتهتك بل يتخطى البكاء حدود (الجعير والسكليب) .. مسرح غريب الأطوار والأضواء والتنفيذ والإخراج .. على الهواء الطلق، ليس فيه كواليس تهذب وترتب الشخوض وتعلمهم الطريقة المثلى لتقمص الدور المثالي، مسرح فيه كوميديا العشواء… وتراجيديا السخف، جمهوره مل من المشاهدة ولايصفق وينتظر بشوق متى يسدل الستار (ليتخارج).
ماحدث لكوشيب والطريقة التي تم القبض عليه تمس إرادة هذا الوطن وعزته وكرامته نعم إنه متهم من قبل منظومة عدلية دولية تتعامل (بالخيار والقوس) تقاضي من تشاء وتترك حرا طليقا من تشاء… جهات خارجية رتبت للقبض علي مواطن سوداني… له دولة تتمتع بسيادة ومسؤولة عنه… وله الحق عليها في حمايته والدفاع عنه، هذه الجهات خططت ورتبت ذلك .. المدعية العامة في بيانها شكرت دولا بعينها دون السودان ساهمت بالقبض عليه واكتفت بأنها أخطرت السودان باعتقاله فقط… وتصرح حكومتنا ببيان بعد يوم ونصف من اعتقاله.
مرض الحوص السياسي الذي أصاب الحكومة الانتقالية بحيث انها ترى أشياء وأشياءا لاتراها، حكومة اللجان تغض الطرف تماما عن الحالة الاقتصادية المزرية ولم تسع للمعالجة حتى وصلت البيضة عشرون جنيها وكيلو الموز 100جنيه وكيلو اللحم تجاوز ال600 جنيها وهذا على سبيل المثال لا الحصر وتلهينا بأشياء غريبة! تحصلوا على طائرة من جهة فلانية! وصادروا أرضا لفلان واعفوا عددا من الموظفين والعاملين بالدولة وغرضهم الأول والأخير هو صراخ الكيزان والتشفي من الخصوم واظنهم فعلوا لكنهم لم يصرخوا حتى الآن.. بل هتفوا ضد الحكومة. فبالامس خرجوا بصورة كبيرة ومرتبة أربكت مكونات الحكومة برغم الحظر والإجراءات المشددة على الكباري وانفضوا … والذي صرخ هو المواطن السوداني صراخا عنيفا وبصوت عالي ماذا يستفيد من هذه القرارات؟ … ان كان هنالك فاسدين فليقبض عليهم وتتخذ الإجراءات القانونية ضددهم ويقدمون لمحاكمات عادلة ويتخذ القضاء الحكم بعد أن تؤخذ حقوق المتهمين قانونيا حتى ولو كان إعداما… لكن عندما يكون الإتهام والحكم عبر الشاشة هذا غير صحيح…
الحالة السياسية الاقتصادية والصحية التي تمر بها البلاد لا تسر الناظرين… ولا تعجب العاجبين، البؤس تمكن في كل شيئ… هنالك صفة إنسانية راقية هي الإستقالة عند الفشل.. لا نعرفها نحن… ولا يعرفونها حكامنا للأسف الشديد … فهذه البلاد لا تسير إلى الأمام ومن قال هذا فهو كذاب أشر…. ولا نغش أنفسنا ولا نتمنى الأماني الكاذبة والمستحيلة… فإما التوافق جميعا على وحدة الهدف من أجل إنقاذ البلاد من هذه الهاوية أو إنتخابات مبكرة نقول فيها كلمتنا ونختار من يحكمنا عبر الصندوق.. واني لكم من الناصحين.
The post السودان: ياسر الفادني يكتب: مرة نضحك .. ومرة نبكي! appeared first on الانتباهة أون لاين.