
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن السودان قدّم عرضًا رسميًا لروسيا في أكتوبر الماضي، يتضمن حصول الخرطوم على منظومات دفاع جوي متطورة مقابل السماح لموسكو بإقامة قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، في موقع استراتيجي يطل على أهم الممرات الملاحية الدولية.
قاعدة بحرية ومزايا اقتصادية مقابل تعاون عسكري
وبحسب الصحيفة، يمنح المقترح الروسي المحتمل حق تمركز نحو 300 جندي روسي وأربع سفن حربية داخل المنشأة المزمع إنشاؤها في بورتسودان أو منشأة قريبة على الساحل الشرقي للبلاد.
كما يتضمن العرض امتيازات للتعدين تمنحها الخرطوم للكرملين، على أن تحصل في المقابل على أنظمة دفاع جوي قادرة على تعزيز قدرات الجيش السوداني في مواجهة التحديات الأمنية الحالية.
هواجس سياسية في الخرطوم
وذكرت الصحيفة أن دوائر حكومية داخل السودان تبدي قلقًا من أن تؤدي هذه الصفقة إلى إثارة غضب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، نظرًا لحساسية الوجود الروسي في البحر الأحمر، الذي يشهد تنافسًا جيوسياسيًا متصاعدًا بين القوى الدولية.
ورفضت الحكومة السودانية التعليق على الأسئلة المتعلقة بالمقترح، مكتفية بالصمت تجاه التقارير المنشورة حول العرض، ما زاد من وتيرة التكهنات بشأن مستقبل الاتفاق ومسار العلاقات مع موسكو.
الصفقة المحتملة — إن تمت — تمثل تحولًا استراتيجيًا في ميزان النفوذ بالبحر الأحمر، وقد تضع السودان في قلب التجاذبات الدولية بين روسيا والقوى الغربية، بينما تحاول الخرطوم الاستفادة من التعاون العسكري دون دفع ثمن سياسي باهظ.








