أفادت مصادر محلية وشهادات ميدانية أن المئات ما زالوا تحت الأنقاض بعد انهيار أرضي كارثي ضرب جبل مرة ، وسط غياب شبه تام للإنقاذ الرسمي، وعمليات بحث يائسة بأدوات بدائية في ظروف إنسانية صعبة.
أظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل مشاهد تقشعر لها الأبدان، حيث يقوم سكان القرى المنكوبة في جبل مرة بالحفر بأيديهم لانتشال الجثث من تحت الركام، وسط صرخات الفقد والخوف من انهيارات إضافية، في ظل استمرار التغيرات الجيولوجية وهطول الأمطار الغزيرة على المنطقة.
وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن فرق الإنقاذ الحكومية لم تصل إلى الموقع إلا بعد ساعات طويلة، وبتجهيزات لا ترقى لحجم الكارثة، مما تسبب في مضاعفة أعداد الضحايا الذين كان من الممكن إنقاذهم. المواطنون، في المقابل، أطلقوا نداءات عاجلة للمنظمات الدولية، مطالبين بتوفير المعدات الثقيلة والدعم الطبي الطارئ.
مصادر طبية حذرت من خطر تفشي الأوبئة بسبب تحلل الجثث المكشوفة وغياب وسائل التعقيم والمياه النظيفة، ما يهدد بكارثة صحية موازية في منطقة تعاني بالفعل من ضعف شديد في البنية التحتية ونقص فادح في الأدوية والخدمات الصحية الأساسية.
وفيما يستمر العمل على إزالة الأنقاض، تعالت الأصوات محليًا ودوليًا بضرورة فتح تحقيق عاجل ومستقل لكشف ملابسات الانهيار المفاجئ، والذي تشير ترجيحات جيولوجية إلى أنه ناتج عن تراكمات تكتونية وهشاشة طبقات التربة التي تفاقمت بفعل تغير المناخ وهطول الأمطار غير المعتاد في منطقة جبل مرة .
الحدث الذي صُنف كأحد أسوأ الكوارث الطبيعية في دارفور خلال العقد الأخير، يعيد طرح تساؤلات قاسية حول استعداد الدولة لمواجهة الكوارث الطبيعية، ويثير قلقاً واسعاً من تكرار المأساة في مناطق أخرى في جبل مرة تشهد ظروفاً مشابهة.