اخبار السودانمقالات

جعفر عباس يكتب.. اهاتوا عروضكم

جعفر عباس يكتب.. اهاتوا عروضكم

تقول هيئة الصحة العالمية إن المجلات النسائية العربية ضارة بالصحة العقلية! ولكنها ممتعة لو قرأتها بالطريقة الجعفرية: لا تبحث فيها عن معرفة أو معلومة مفيدة، بل اقرأ بين سطور من يريدون أن يعلمونا كيف نتعامل كأزواج وآباء وأمهات، وكيف يمكن لإنسان أسمر أن يتحول إلى أشقر، وأين تجد الفتاة فستانًا تعادل قيمته دخل ولي أمرها في ستة أشهر، لتكتشف أنه يكشف أكثر مما يستر!! وأدعوكم اليوم إلى قراءة تشكيلة من طلبات الراغبين والراغبات في الزواج جاءت في العدد الأخير لمجلة نسائية، وسأنقلها بكل أمانة تاركًا الاستنتاجات لذكاء القارئ، ولن أتدخل إلا في المواقع التي أحس فيها أن مخ القارئ “زِنخ وتخين”:

رجل في الثلاثين يرغب في الزواج بآنسة أو أرملة أو مطلقة، ولو عندها أطفال مفيش مشكلة! (لابد أن أشرح لطالب الزواج هذا أنه كان عليه فقط أن يقول إنه يرغب في الزواج بأي امرأة، لأن المرأة إما آنسة أو مطلقة أو أرملة، والخيار الرابع هو أن تكون “ميتة”!! خاصة وأنه لم يضع شرطًا لعمر المرأة المطلوبة كزوجة). وكي لا تحسبوا أن صاحبنا يريد أي امرأة والسلام، لابد أن أوضح أنه اشترط أن تكون بحرينية، رغم أنه ليس بحرينيًا (تدخل بسيط: هل يكسب الإنسان الجنسية البحرينية بالزواج ببحرينية؟ أفيدونا الله يخليكم كي نشتري صبغة الشعر ونجري عمليات شد الوجه وتزوير شهادات الميلاد والخبرة اللازمة لطرح نفسي كعريس غفلة عبر إحدى المجلات)!

ثم نتجه إلى عروس من عرب شمال أفريقيا: حنونة وطيبة القلب وجميلة (وكل الراغبات في الزواج عبر المجلات جميلات)، وتريد زوجًا مقبول الشكل (شرط فيه الكثير من المرونة)، وميسور الحال (أنت بره)! يكون مقيمًا في الإمارات أو البحرين أو الكويت أو قطر أو أوروبا (أبو الجعافر ينافس حتى الآن).. العمر ما بين 25 و35 سنة (آآآآآخ. طارت العروس، تطير عيشتنا). خيرها في غيرها، فهناك عربية من منطقة بلاد الشام تبلغ من العمر 42 سنة، وطبعًا جميلة ورشيقة ولديها عيال (ما في خوف يا حبيبي لأنهم في حضانة أبيهم). وعمر الزوج المطلوب؟ لا يزيد على السبعين (كلنا نحمل هذا المؤهل). ولكن يا فرحة ما تمت.. العريس يجب أن يكون من الإمارات!! لماذا استبعدت “رياييل” بقية دول مجلس التعاون الخليجي؟ الله أعلم!

وهناك شابة جامعية أخرى من بلد عربي أفريقي تريد شابًا حنطي اللون طويل القامة (ربما ليكون قادرًا على فك وتركيب المصابيح الكهربائية دون الحاجة إلى سلّم). وهناك شرط آخر بسيط: أن يكون العريس طبيبًا بشريًا أو طبيب أسنان أو مهندسًا!! هذه الشابة إما على نياتها ولا تعرف أن “الشباب” العاملين بهذه المهن من مستحقي الزكاة، أو لديها “مشروع” يتطلب معرفة بالطب أو الهندسة!

على كل حال، لم أجد طلب زواج “نسائي” تنطبق مواصفاته وشروطه على شخصي، مما يؤكد أن من نشروها غبيات أو كاذبات بدرجة أو بأخرى، كما أنه لا يمكن أن تكون جميع الطلبات النسائية من بنات “جميلات طيبات القلب”، بينما جميع الرجال المعروضين في سوق الزواج يتمتعون بالوسامة!! وإذا كان ثمة قارئة أو قارئ خالي طرف به المواصفات الـ”تهبل” أعلاه، بإمكانه طرح نفسه في السوق الآن وبالله التوفيق.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

بهاء  الدين عيسى

صحفي سوداني بارز، نال جائزة “أفضل إنجاز صحفي” ضمن مشروع كلمات سودانية من المؤسسة الفرنسية للتنمية، يُعرف بجرأته في التحقيقات الاستقصائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى