افياء
ايمن كبوش
جيش.. جيش.. جيش..
# قلت للجنرال الكبير الذي طمأنني وطالبني بأن اطرد مخاوفي التي اشرت اليها امس: (يا سيدي.. نحن مع الجيش حقا لا باطلا.. ولن نطبق اليدين ونتفرج.. سوف نتناصح ولن نعود لمحطات الماضي ملامةً او تخويناً.. سوف ندعم الجيش ولو فضل فيهو فد عسكري.. لان الجيش جيشنا ونحن اهلو وسندو.. لا جيش برهان ولا كباشي، بل جيش السودان وصمام الامان).. ولكن..
# (لكن) هذه.. تدعوني لمناصحة الجنرال كباشي الذي كان يتحدث في القضارف بغبينة الهجوم غير المؤسس عليه بسبب مفاوضات المنامة، واضح جدا ان الرجل يعاني من بعض الضغوط ويحاول ايجاد التوازن الذي (يتخندق) في تلك العبارات: (يا جماعة ما تطلعوني كضاب).. والدلالة المحفزة هنا تشير لمواقيت تحرير مدني وكامل ولاية الجزيرة.
# لم يكن الكباشي في حاجة لارسال اي توجيه للجنرال (العماس) قائد المنطقة الشرقية بخصوص ممارسات بعض السياسيين الذين اتخذوا من معسكرات الجيش (بازار سياسي) لان الطبيعي والعادي في المناطق العسكرية الا يسمح مطلقا بذلك، ونحن من هنا نذهب معه الى ضرورة استثمار الاحداث العملياتية، استثمارا احترافيا يعيد كامل الثقة للمؤسسة العسكرية التي وجدت التفافا كبيرا من المواطن السوداني الذي فقد كل شيء حياته وممتلكاته وكرامته، فبات ينظر لمعظم السياسيين على انهم مجرد (عنقالة).. والوصف هذا.. كان وصفاً وهمياً يتصدر جلسات انسنا السودانية قبل ان تصنع الانقاذ من فسيخ اللا شيء ’’شرباتاً’’ يتكرعه الشعب بلا طعم ولا رائحة ولا عنوان.. فصار ’’العنقالي’’ هو ذلك ’’السياسي’’ فاقد الاهلية الاخلاقية من اولئك الذيم تركوا اعمالهم وتفرغوا للعمل السياسي الذي يحقق مكاسب سريعة تقود مباشرة الى الثراء، ونحن في بلد تجيد تفصيل القوانين مثل ’’الجلاليب’’ ويغلبها التطبيق لان مبدأ ’’من اين لك هذا’’ يمكن ان يجر اكثريتنا الفاعلة في المشهد السياسي الى متاهات تلك ’’الاسئلة التي ليست للاجابة’’… لهذا ينبغي ان يأتي الصباح لنكتفي بالكلام المباح.
# و’’العنقالي’’ كما في تجليات الكاتب العربي الكبير ’’ثروت قاسم’’ هو واحد من المذكورين أدناه أو مجموعهم كلهم: ’’يمكن توصيف العنقالي بأنه (نصف جاهل)، وهو أسوأ مكانة من الجاهل، لأن نصف الجاهل يؤمن بأن الأشياء هي الأشياء، وماهي كذلك. بعكس الجاهل الذي لا يدعي المعرفة بالاشياء، ويعرف حدود فكره.. العنقالي (نصف حجر طاحونة) لا يمكن دردقته والإستفادة منه كحجر الطاحونة الكامل.. العنقالي شخص اناني يفكر في تحقيق مصالحه الشخصية حصرياً، ودون أي مراعاة لحقوق ومصالح الغير.. ’’العنقالي’’ شخص أحمق عدو نفسه وعدو من كان في سربه، فهو يضر بنفسه وبمن كان في سربه، بافعاله غير السوية وغير المنطقية.. ’’
# انتهى تعريف ثروت قاسم الذي تجاوز به ’’العنقالي’’ السوداني صاحب النجاح الاكاديمي، اذا لا يمكن ان نطلق عليه صفة الجهل، وهو ذلك الشاب الطموح الذي يطرق ابواب الجامعة الجميلة ومستحيلة.. ثم يضرب اكباد الابل من اجل المجد والسؤدد السياسي بخبرات اركان النقاش والندوات والشعارات التي يطوي بها الاوراق والشهادات ليجترها مع احاديث الذكريات.. ثم يحمل ’’عدة الشغل’’ ويأتي ليعمل في السياسة التي صارت ’’مهنة’’.. لها رواتب عديدة وحوافز مديدة وصولجان.. وهي لا تحتاج.. بالضرورة.. لاجتهاد ابعد من ’’الحنك’’ والقدرة الموحية على ’’الطق’’ والاقناع.. علاوة على حفظ اشعار ’’محمد الحسن سالم حميد’’ و’’محجوب شريف’’ و’’ازهري محمد علي’’ ’’ عندها تكتمل الصورة ويتأهل المتلاعبون بإسم السياسة من التمهيدي الى الدور الاول ثم المجموعات ونصف النهائي فيسقطوا دون البطولة لان للبطولات رجالها من اهل الرؤية والخطط والاهداف.. لا اهل المصالح الشخصية من الباحثين عن تغيير اوضاعهم المعيشية.. او اولئك الذين يحاكون المتنبئ في فرضية ’’الصيت ولا الغنى’’ ولكن على حساب الشعب المسكين.
# امامكم يا سعادتو كباشي فرصة تاريخية لفرض الحل السوداني السوداني بتفويض شعبي كاسح، خاصة وان الخارج الذين تخشونه قد بخل عليكم بطلقة واحدة لقتال الاوباش.. يعني باختصار: الخارج ما عندو حاجة عندكم.